بعيدا عن أي ضغوطات قد تسلط على المنتخب وبقطع النظر عن اللقاء الأول وموازين القوى وحظوظ المنتخب «الشروق» حاورت زياد الجزيري وتحدثت اليه خاصة عن هجوم المنتخب بعد قدوم سانطوس وبعد أسبوع تقريبا من التمارين وهذا أبرز ما جاء في الحوار الخاطف معه. * بعد الاجتماع الفني الذي عقد أمس ومتابعة منتخب روندا عبر الشريط كيف يمكن ان تحكم على هذا المنتخب؟ المنتخب الروندي له بعض الخصال ولا يمكن الحديث عن منتخب ضعيف تأهل الى نهائيات كأس افريقيا... هو منتخب محترم وله عديد الخصال. * ما هي أهم هذه الخصال؟ بلغة كرة القدم هو منتخب يعرف «يلعب الكرة» وهو منتخب منظم ويقف جيدا على الملعب وله عديد المهارات الفردية في الخط الأمامي ولذلك ركزنا خلال هذا الاجتماع الفني على ضرورة التركيز ومحاولة الضغط الجماعي دون الوقوع في فخ التسرع وكذلك في فخ ترك ترك المساحات. يجب أن نضغط جميعا وفي النفس الوقت لا نترك المساحات ولتجنب الوقوع في ذلك يجب ان نقترب من بعضنا البعض والمنتخب الروندي الذي يتأهل لأول مرة للنهائيات سيدخل ال»كان» دون مركبات لانه ليس مطالبا باللقب مثل المنتخبات التقليدية وعندما يجد نفسه امام 60 ألف مشاهد وعلى أرضية ميدان ممتازة قد يضاعف من مجهوداته وكل هذه الأشياء يجب ان نضعها في الاعتبار. * الأكيد ان هناك ضغطا مسلطا على اللاعبين كيف تحاولون تجنب ذلك؟ الضغط موجود وهذه حقيقة... نحن البلد المنظم ولم يسبق لنا ان فزنا بكأس افريقيا وأمام فرحة نادرة جدا لنحقق ذلك، لكن يجب ان نضع جميعا اليد في اليد ونتعاون حتى نخلص اللاعبين من الضغط وهذه مهمة وسائل الاعلام بالدرجة الاولى... أنا شخصيا أتوجه بنداء الى كل الاخوة الاعلاميين حتى يجنبوا اللاعبين الضغط وخاصة الشبان منهم ودوس سانطوس. * على ذكر سانطوس كيف تأقلم مع المجموعة؟ سانطوس يعرف الاجواء التونسية جيدا ويعرف العديد من اللاعبين ايضا وهو لاعب ممتاز جدا فنيا وبدنيّا وأخلاقيا وذهنيا أيضا ولا يشك أحد في امكاناته وافادته للمنتخب حتمية ولكن يجب ان نعرف كيف نتعامل معه... كان يعاني من الضغوطات هناك في فرنسا ويجب ان لا نضغط عليه هنا مثل مطالبته بتسجيل الاهداف منذ البداية وفي كرة القدم كل شيء ممكن وقد تحدث سيناريوهات لا ننتظرها ولا نفضلها مثل قبول هدف في بداية اللقاء أو التعثر في المقابلة الاولى وهذا موجود في كرة القدم وفي الدورة السابقة مثلا اكتفى المنتخب المالي (البلد المنظم) بالتعادل في اللقاء الأول ثم جاءت الانتصارات ووصل الى نصف النهائي... سيناريو مثل هذا ممكن ولكن سنفعل المستحيل حتى لا نقع فيه. * وكيف تبدو حظوظ المنتخب في الدور الأول؟ نحن الافضل هذا ما يعرفه الجميع ويجب ان يقتنع به الجمهور وكذلك يجب ان تكون هناك ثقة في المنتخب وحتى لو ضاعت الفرص او حصل اي سيناريو آخر يجب ان يدعم الجمهور المنتخب الى آخر لحظة. وأريد ان أذكر هنا أن كل لاعب سيبذل كل ما في وسعه بل سيقدم أفضل ما لديه ويعمل أكثر من طاقته. * أنت تلعب في المنتخب منذ مواسم كيف يبدو لك الهجوم الحالي؟ لا يمكنني الحديث عن الهجوم لأني طرف فيه حتى لا أتحول الى «طرف وحكم» ولكن كل ما أقوله ان كل المنتخب جاهز وأن الهجوم وحده لا يمكنه أن يحقق الانتصارات او يرفع الالقاب وكرة القدم لعبة جماعية ولكن هذا لا يمنعني من القول ان هجوم المنتخب الحالي غير عادي وبامكانه الاطاحة بأي دفاع وأي منافس. * كيف تنظر الى المنتخبات الاخرى؟ المنتخبات الافريقية حققت قفزة نوعية وهذا يعرفه الجميع وكرة القدم الافريقية تطورت كثيرا وبسرعة وفي الدورات الفارطة مثلا تألقت بعض المنتخبات في ظروف مناخية صعبة جدا مثل الحرارة والارضية هناك لم تكن بالكيفية المطلوبة وفي تونس سيجدون كل شيء على طبق من فضة (أرضية ممتازة وطقس ممتاز يشجع على ممارسة كرة القدم وشبيه بالطقس في اوروبا اين يحترفون كرة القدم واقامة مريحة وممتازة ووسائل نقل عصرية بين الملاعب ومراكز الاقامة ولذلك من المنتظر ان يكون مردودهم أفضل. بالنسبة لنا لا نخشى اي منافس نفكر الآن في المرور الى الدور القادم ونركز كثيرا على معاملة كل مقابلة منفصلة عن الاخرى. * يبدو ان نهائيات كأس افريقيا للامم أصبحت تكتسي أهمية خاصة بالنسبة الى اللاعبين؟ بالتأكيد لأن كأس افريقيا أصبحت احدى أكبر المحطات الرياضية في العالم واللاعبون الافارقة يعولون كثيرا على هذه التظاهرة للبروز وكم من لاعب اصبح من نجوم العالم لانه برز في كأس افريقيا وآخذ مثالا على ذلك الحاجي ضيوف لم يكن متألقا مع فريق لانس وهو لاعب عادي الآن في لبفربول لكن نهائيات كأس افريقيا الفارطة هي التي صنعت نجوميته وكذلك مونديال كوريا واليابان، اللاعبون يعرفون ان البروز مع المنتخب هو طريق النجومية لذلك هناك رغبة شديدة في المشاركة والتألق، كما أن اللاعب الافريقي تحسنت ظروفه الاجتماعية كثيرا ولا ينقصه شيء الآن وأصبح يفكر في تحسين علاقته ببلده ويفكر فيما بعد حياته الكروية.