بدأت رسميا أمس حملة انتخابات الرئاسة المصرية المقرّر إجراؤها في 23 و24 ماي الجاري في وقت رأت فيه تقارير أمريكية أن إعلان دعم السلفيين الممثلين في الدعوة السلفية وذراعها السياسية «حزب النور»، لعبد المنعم أبو الفتوح قلب موازين السباق الرئاسي في مصر. أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الى أن السلفيين أصبحوا واحدة من مراكز القوى في مصر الجديدة وأصواتهم سوف تشكّل «رمانة الميزان» خاصة بعد تأييدهم للمرشح الاسلامي عبد المنعم أبو الفتوح.. وهو ما يعتبر محاولة لخلق حالة توازن مع جماعة الاخوان المسلمين ومرشحهم محمد مرسي وهو ما دفع البعض للقول بأن أصوات السلفيين سوف تشكّل نظام الحكم في مصر لسنوات قادمة. خطوة قادمة لتوحيد الأصوات وأضافت الصحيفة أن المرشح المفضل لديهم كان الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل الذي استبعد مؤخرا بسبب قضية جنسية والدته الراحلة.. وأصبحت كتلة انتخابية لقمة سائغة وفي حالة من الفوضى إلا أنهم يوم السبت الماضي أعلنوا تأييدهم للاسلامي عبد المنعم أبو الفتوح في خطوة قد توحّد الأصوات وراء شخصية تسعى الى تقديم تفسير أكثر مرونة بكثير للشريعة الاسلامية مقارنة بالسلفيين لكنه لا يدين بالولاء لقيادة الاخوان. وقال محلّلون إنهم يسعون لكي يكونوا حلفاء رئيسيين. وتابعت الصحيفة أنه بعد الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك العام الماضي برز المسلمون المحافظون (السلفيون) من الظلال وسرعان ما أصبحوا قوة سياسية مفاجئة في الانتخابات التشريعية حصدوا نحو 25٪ من مقاعد البرلمان المصري الجديد لكن رغم كونهم بعيدين عما كانوا عليه تحت حكم مبارك إلا أنهم مرة أخرى يشعرون بالتهميش ويكافحون من أجل ترجمة قوتهم الجديدة الى صوت سياسي موحّد قبل بضعة أسابيع فقط من انتخاب رئيس جديد. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» من جانبها إن إعلان دعم الجماعة السلفية الممثلة في حزب النور لعبد المنعم أبو الفتوح يقلب موازين السباق الرئاسي في مصر.. ويجعل من أبي الفتوح المرشح المفضل للسلفيين والليبراليين في مصر لكن الصحيفة ذاتها أشارت الى أن التأييد السلفي ظهر أيضا للتحقّق من صحة حجّة أبي ا لفتوح الذي قال إن خلط الوعظ والسياسة سيكون كارثيا بالنسبة الي كل من الاسلام ومصر. حملة انتخابية وتتيح فترة الحملة الرسمي تعليق اللافتات الاعلانية في الأماكن العامة وتخصيص أوقات للدعاية في القنوات التلفزيونية. ومن المقرّر أن تنتهي الحملة الرسمية في 12 ماي الجاري إذ يفرض القانون«فترة صمت انتخابي» مدتها 48 ساعة قبل بدء الاقتراع. وسيجري الدور الثاني للانتخابات في 16 و17 جوان المقبل. ووعد المجلس العسكري بتسليم السلطة لرئيس منتخب في 12 جوان القادم.. وقبل أن تبدأ رسميا احتدمت الحملة الانتخابية منذ أسابيع فالشوارع مليئة باللافتات والمرشحون يجوبون محافظات مصر من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال. ويخوض 13 مرشحا هذه الانتخابات غير المسبوقة في مصر بعد عقود طويلة من الانتخابات الشكلية التي كانت أقرب الى الاستفتاء المعروفة نتائجه سلفا. ويمثل المعكسر الليبرالي والمدني خصوصا الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى والقيادي الناصري حمدين صباحي وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق. أما المعسكر الاسلامي فيمثله القيادي المنشقّ عن الاخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح ورئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان محمد مرسي والمحامي سليم العوّا.