تألق جديد أحرزه معهد المناطق القاحلة بمدنين يضاف الى جملة الجوائز بحصد جائزة عالمية هامة تعزز رصيده من الجوائز التي تحصل عليها خلال العشرية الأخيرة ويتمثل هذا الكسب في إحراز الدكتور بالأشهب الشهباني على جائزة اليونسكو العالمية لسنة 2009. ويقول الدكتور بالأشهب الشهباني: تحصلت على هذه الجائزة العالمية في فترة تشهد فيها بلادنا مزيدا من التألق والتميز بفضل العناية التي يشهدها مجال البحث العلمي. وقد أسندت هذه الجائزة لمجموعة من التقنيات الجديدة التي ابتكرتها للاستغلال الأمثل للموارد المائية بالمناطق القاحلة وشبه القاحلة ومن أهم هذه التقنيات تقنية «الموزع المردوم» ولها استعمالان أساسيان أولهما يتمثل في الري تحت أرضي للأشجار المثمرة والغابية والزينة وري الخضروات ونباتات الزينة في الحاويات. وثانيهما يتمثل في حقن مياه الأمطار المخزنة في منشآت مائية صغيرة (الفساقي والمواجل) أو متوسطة (البحيرات الجبلية) أو كبيرة الحجم (السدود) وحقن مياه العيون الطبيعية في أعماق تربة المستغلات الزراعية المطرية المزروعة بالأشجار المثمرة أو الزراعات الحولية ذات الجذور العميقة (مثل الذرة والقرعيات). وعن أهمية وفوائد التقنيتين يقول الدكتور بالأشهب الشهباني: بالنسبة للاستعمال الأول المتعلق بالري تحت أرضي للأشجار المثمرة والغابية والزينة وري الخضروات ونباتات الزينة في الحاويات فإن هذه التقنية تمكن من اقتصاد هام في مياه الري وقد بينت التجارب الميدانية بالصحراء التونسية أنه مقارنة بالري بالتقطير لا يستعمل الري بالموزع المردوم الا ثلث الكمية من المياه لانتاج نفس الوزن من الخضروات، كما بينت التجارب التي قمنا بها أن استعمال نفس كمية الري ينتج «الموزع المردوم» 3 مرات أكثر من التقطير. وللموزع المردوم عدة فوائد أخرى أهمها. التقليص من كمية البخار داخل البيوت المحمية وينجر عن ذلك التقليص من الأمراض التي تكثر بفعل الرطوبة في داخلها، كما يساعد ذلك على تحسين نسبة تلقيح الأزهار وتكوين الثمار داخل البيوت المحمية. والتقليص من عدد مرات الري عن طريق إطالة المدة بين الريات، والتقليص من تملح التربة عند استعمال مياه ري مالحة نسبيا (3 الى 5 غرامات في اللتر). وقد قدر هذا التقليص من الأملاح ب9000 كيلو غرام سنويا بالنسبة للهكتار. وتحسين جمالية المساحات المروية الخضراء أو الزراعية وذلك بإمكانية دفن (عمق 20 سنتمر) شبكة أنابيب توزيع مياه الري. والتقليص بصفة هامة جدا من الروائح الكريهة ومن الأخطار الصحية عند استعمال مياه الصرف المعالجة لري المساحات الخضراء للنزل والمدن. والتقليص من الأعشاب الطفيلية ومن أشغال المتابعة واستعمال المبيدات ومواد تغذية النباتات. ويضيف الدكتور الشهباني: أما بالنسبة للاستعمال الثاني المتعلق بحقن مياه الأمطار والعيون الطبيعية لخزنها في أعماق تربة المستغلات الزراعية المطرية المزروعة بالأشجار المثمرة أو الزراعات الحولية ذات الجذور العميقة، فله أهمية استراتيجية لاستغلال الموارد المائية غير المستعملة حاليا والتي تتبخر بالسباخ أو تضيع بالبحار. ويتم حقن المياه في أعماق التربة (عمق 60 سنتم وأكثر) ويبقى ذلك الماء المحقون مخزنا خلال مدة تتجاوز 3 سنوات إن لم تستغلها الأشجار أو النباتات. محمد الثابت صفاقس: فرع «الكنام» بإقليم الجنوب معاناة متواصلة وانتظار لا ينتهي الشروق مكتب صفاقس: يعرف فرع «الكنام» لإقليم الجنوب بصفاقس، وضعا صعبا، واكتظاظا غريبا، أثر بشكل واضح على نوعية الخدمات التي يقدمها لمنخرطيه بولاية صفاقس والمناطق والمعتمديات المجاورة، ظروف صعبة ومعاناة كبيرة يعيشها كل من قادته الظروف الصحية أو المهنية لإيداع ملف أو الحصول على خدمة، المشهد يتكرر يوميا ويتواصل في غياب تدخل الأطراف المعنية لايجاد الحلول الكفيلة من أجل الحدّ من عذاب الانتظار الطويل والتيه بين الطوابير لساعات دون ضمانات لبلوغ الهدف والمتمثل في الحصول على خدمة أو وثيقة، فكم من مواطن قضّى كامل النهار في انتظار دوره، وكم من مريض تعكرت صحته وهو قابع من أجل إتمام ملف صحّي عاجل؟ وكم من مسنّة دفعت ضريبة جهلها لاجراءات الانتفاع بخدمة الصندوق، فتاهت وسط الزحام؟ حالات متكررة وحقيقية لاكتظاظ ساهم ضيق المكان في تواصله على امتداد أيام الأسبوع، مئات المواطنين وقوفا وجلوسا يؤمهم البهو الصغير لفرع الكنام الذي يتكفل بإسداء خدماته لنصف متساكني ولاية صفاقس وكذلك لمتساكني أكثر من أربع معتمديات بجنوب الولاية، لقد أصبح الوضع في حاجة ملحّة وأكيدة «لفكّ الارتباط» بفتح فروع أخرى إضافية للتخفيف من معاناة الكثيرين من سكان المحرس والصخيرة وبئر علي والغريبة وكذلك الشأن لمتساكني طينة ونقطة وعديد الجهات الأخرى من الذين يرجعون بالنظر للفرع «الصغير» في بنايته والكبير في حجم خدماته، بقي أن نشير في الأخير الى أن موظفي وعمال هذا الفرع ينالون بلا شك نصيبا من المعاناة والتي تتطلب صبرا طويلا من أجل إسداء الخدمات بقدر ما يتوفّر لديهم من امكانيات ادارية وذهنية ونفسية وبدنية في غالب الأحيان باعتبار حجم الاقبال على شبابيك هذا الفرع، فمن يرحم هؤلاء؟ ومن يرأف بحال المواطنين ويقيهم عذاب الانتظار وأتعابه؟ اسماعيل بن محمود السبيخة: الطرقات في حاجة للعناية السبيخة الشروق: يتحول الطريق المؤدية الى «دوار الجلالطة» من عمادة الدخيلة كلما نزلت الأمطار الى مكان يعسر المرور عبره بسبب الغدران وكثرة الأوحال، ولا يمكن الوصول الى هذا التجمع السكني الا سيرا على الأقدام ويخلف ذ لك تعبا ومعاناة واهدارا للوقت، ذلك أن الشاحنات والسيارات لا تقدر على السير، فيضطر أصحابها في هذه الحالة الى إبقائها لدى من تربطهم بهم علاقات ودّ وصداقة. التجمع السكني لا يفصله عن المعبّد (الطريق الرئيسية رقم 3) سوى 2.4 كم تقريبا، لكن عندما ينزل الغيث يتحوّل الطريق الى كابوس يؤرق الأهالي وينغّص حياتهم باعتباره يمنعهم من قضاء التزاماتهم ومصالحهم التي تستوجب تنقلهم، خصوصا التلاميذ الذين يزاولون تعليمهم سواء بمدرسة الدخيلة أو بالسبيخة المركز. أهالي الجلالطة المهتمون بالعمل الفلاحي، يتوجهون بنداء الى المسؤولين على المستوى المحلي والجهوي لمعالجة هذه الوضعة التي تزعجهم منذ سنوات وهم يأملون أن تهيّأ هذه الطريق بصورة تمكّنهم من التنقل بلا عناء عند نزول الأمطار ولم لا يتم تعبيدها. الصادق الفريوي قفصة: أين العناية بالطرقات؟ الشروق مكتب قفصة: يوجد شارع الحبيب بورقيبة في منطقة «لالة» التابعة لمعتمدية القصر التابعة لولاية قفصة وهو يمتدّ من الطريق الرئيسية الى احدى الغابات المحاذية للطريق الرابطة بين قفصةوقابس ويعتبر من أوسع الشوارع الكائنة بمنطقة لالة غير أنه مازال رغم مجهودات البلدية في حالة مزرية ويفتقر الى أدنى مستوى التهيئة والتعبيد ومازالت الحفر والمطبات تنتشر على كامل مساحته مما خلق نوعا من التوتر والقلق والحيرة في صفوف الأهالي الذين يستعملون هذا الشارع في التنقل الى عملهم والعودة الى منازلهم وقد أفادنا بعض السكان هناك ان الشارع يتحوّل في الشتاء الى مستنقع تتراكم فيه الأوحال والبرك مما يعرقل حركة المرور به سواء بالنسبة للمترجلين وخاصة الشيوخ والعجائز منهم وكذلك الأطفال الصغار الى جانب ما يسببه من أوساخ من جراء الأوحال والأتربة التي تحملها مياه الأمطار كلما نزلت بالمنطقة. فعلى الرغم مما شهدته منطقة «لالة» من قفزة نوعية في تعصير الطرقات خلال السنوات الماضية فإن هذا الشارع لم تشمله العناية التي هو جدير بها بل ظل منذ نشأته مليئا بالحفر والنتوءات مشكّلا خطرا على المترجلين والسيارات وهو ما يجعل متساكنيه يتوجهون الى الجهات المعنية بنداء للتدخل لفائدتهم وذلك للتخفيف من معاناتهم التي باتت شبه يومية من جراء الحالة السيئة لهذا الشارع ويطالبون المصالح البلدية التي نظن أنها لا تدخر جهدا بتهيئته وتعبيده. محمد صالح غانمي بن عروس: لماذا توقف إحداث المشاريع البيئية؟! بن عروس «الشروق»: في انتظار أن تنخرط بلديات ولاية بن عروس في منظومة المدينة المنتزه على غرار عديد المدن التونسية لا تبدو المؤشرات واعدة بقرب تحقيق هذا الهدف إذ توقفت في السنوات الأخيرة المشاريع المتعلقة بإحداث المساحات الخضراء والحدائق العمومية والمنتزهات رغم ارتفاع المعدل الجهوي في هذا الخصوص الذي فاق 17م.م كمساحة خضراء لكل ساكن. ولاية بن عروس وخاصة بلديات المنطقة الصناعية في حاجة أكثر من غيرها لمساحات خضراء ومنتزهات تساهم في سلامة البيئة وتفتح مشهدا متجددا يختلف عن مشهد المصانع والمعامل والمداخن كما أن المؤسسات المتواجدة والتي دأبت على المساهمة في الحياة الثقافية والاجتماعية والرياضية حري بها أن تفكر في إضفاء مسحة جمالية وبيئية على المدينة وذلك بالتعاون مع البلديات ومصالح البيئة من خلال وضع تصورات تضمن المعادلة بين الجانب الاقتصادي والصناعي والجانب البيئي والصحي. وبلغة الأرقام خصصت معتمديات الولاية أكثر من 200 ألف دينار لتجميل مداخل المدن منها 90 ألف دينار بمعتمدية فوشانة و38 ألف دينار بمعتمدية مرناق ويبقى التفكير ضروريا لإحداث مساحات خضراء ومنتزهات جديدة تستجيب لانتظارات المتساكنين المحرومين صيفا من النزهة الشاطئية على أمل أن توفر لهم المنتزهات والحدائق العمومية فرصة التنزه والتمتع بجمال الصيف. هذه النقائص البيئية لا تحجب المجهودات التي بذلتها بعض البلديات لتنشيط منتزهاتها وجعلها فضاء تنشيطيا للصغار والكبار وتخصيص اعتمادات مالية هامة للمحافظة عليها وتطويرها وهذه المنتزهات تشهد إقبالا من طرف العائلات خاصة خلال فصل الصيف ومن شأن هذه التجارب الناجحة أن تحفز الخواص على خوض غمار السياحة البيئية وخاصة في الجهات المحرومة من البحر ما يجعل المنتزهات فضاء متنوعا يستفيد منه جميع أفراد العائلة. محمد بن عبد الله قابس: جهود مقاومة التصحّر مازالت ضعيفة «الشروق» مكتب قابس: تتعرّض كامل مناطق قابس بما فيها الساحلية إلى زحف الرمال بشكل متصاعد وتصحر كامل لجزء هام من الأراضي وذلك نتيجة انحباس الأمطار لسنوات حتى أصبح الجفاف القاعدة ونزول الغيث النافع الاستثناء كما أن استغلال المراعي الطبيعية بشكل مكثف تسبب في تضرر غطائها النباتي وحطبها وشجرها العلفي وساهمت الآلات الثقيلة في الحراثة في القضاء على عروق الأشجار والأعشاب الرعوية الطبيعية وبدأ تأثير هذه الظاهرة واضحا خاصة في المناطق الغربية للولاية (معتمديات منزل الحبيب والحامة ومطماطة) وربما بأقل حدة بالمعتمديات الساحلية (قابس ومارث وغنوش) نتيجة وجود الواحة. ونظرا لخطورة التصحر وزحف الرمال بيئيا واقتصاديا واجتماعيا فقد حظي بعناية متواصلة بغراسة الأشجار الغابية وبناء سدود رملية بالمناطق الصحراوية عن طريق حضائر التنمية ومنع استعمال الآلات المضرة بأديم الأرض وحماية المراعي الطبيعية من الاستغلال المفرط وإقرار مشاريع مندمجة بالمناطق المهددة بالتصحر وزحف الرمال لكن رغم كل ذلك فالوضع مازال يتطلب المزيد من بذل المجهود للتصدي لهذه الظاهرة للحد من تأثيراتها السلبية بالخصوص تفجير المياه العميقة بالمناطق الصحراوية لتكثيف الزراعات والغراسات وإحداث محميات طبيعية لحماية النباتات الطبيعية والمحافظة على الحيوانات البرية خاصة وأن المساحات متوفرة ومازالت الأرض ذات صبغة اشتراكية بالإمكان انتزعها. الطاهر الأسود القصرين: الروائح الكريهة تحاصر المدينة القصرين الشروق: مدينة القصرين من أهم المدن خصوصية في بنيتها المعمارية، وأهم ما يميزها هي انها بنيت على ضفاف طريق واحدة، وهو شارع الحبيب بورقيبة، الذي يبلغ طوله بالضبط 6300 متر، من مدخل المدينة (القوس) شرقا الى مخرجها (مركز الولاية) غربا. وبالتالي فهي مهددة أكثر من غيرها من المدن في حال حدوث كوارث لا قدر ا&، حيث هناك مخرج واحد ومدخل واحد. وتزداد هذه السمة خصوصية حينما يقطع هذه الطريق عرضا أربعة أودية، من المدخل الى المخرج، وادي البعير، وادي اندلو ووادي الدرب. والملفت للنظر، بأن ضفاف وادي الحطب بنيت مصفاة تصفية المياه المستعملة، وهي تبعث برائحة كريهة منذ سنوات، ولم يحرك أحد ساكنا للحد من هذا التلوث المقرف والخطير. وأما وادي الدرب، أهم الأودية في المدينة، فقد بنيت عليه أهم قنطرة بالولاية بعدما انتظرها المواطنون لمدة أكثر من أربع سنوات كاملة، وتعتبر هذه القنطرة تقريبا المنفذ الوحيد للخروج من المدينة، على جنوبها يمتد الوادي وعلى ضفته الغريبة المسرح الأثري بالقصرين، وهو من أهم المعالم الأثرية بالولاية، وأما على شمالها فيمتد النهر بعد أن يتسع وينفتح على منطقة سيدي حراث. وفي هذا الانفتاح الطبيعي للوادي، اختارت جرارات البلدية أن تلقي بفضلات وأوساخ مدينة بأسرها. وابتدأت أكوام الزبالة تعلو وتتسع، وتظهر للعيان من على القنطرة، لتفسد منظرا كان رائقا وازداد جمالا بعد انشاء القنطرة وأصبحت الروائح تنبعث من هذه الأكوام على المنازل المجاورة، كما علت سحب الدخان وانطلقت لتهاجم كل المنطقة السكنية المجاورة، بعد أن ارتأى أصحاب الجرارات وعمال النظافة إضرام النيران في كل كدس من أكداس الزبالة التي يلقون بها. المدينة أصبحت محاصرة بالروائح النتة، عند مدخلها وعند مخرجها، والمواطنون يتذمرون، وجرارات البلدية عنهم معرضون، وأكوام الزبالة يكدسون... فيا ترى من المسؤول؟ محجوب أحمد قاهري مع الناس: صيانة الطرقات أمر ضروري لئن استبشر أهالي منطقة «النصر» التي توجد بمعتمدية «بوحجلة» من ولاية القيروان منذ حوالي 10 سنوات بفكّ عزلتهم وإنهاء معاناة التنقل وذلك بتعبيد الطريق الرابطة بين هذه المنطقة ومركز المعتمدية وهو ما ساعد التلاميذ على استعمال الحافلة يوميا نحو معاهدهم ويسر على المواطنين قضاء شؤونهم الخاصة. فإن حالة هذه الطريق أصبحت تسوء وتشكّل ضررا كبيرا لوسائل النقل وأصبح شبح العزلة يهدد المنطقة من جديد ولم تتدخل الجهات المختصة للقيام بالإصلاحات اللازمة خاصة أن معلوم الصيانة سيتضاعف كلّما زادت حالة الطريق سوءا. ويأمل أهالي منطقة «النصر» الإسراع بالقيام بإصلاح هذه الطريق حتى لا يعودوا إلى نفس المعاناة السابقة. عز الدين خلفي (النصر بوحجلة)