مع عودة رجلها القوي فلاديمير بوتين بعد غد إلى الكريملين اعتمدت روسيا لهجة حادة تجاه «الناتو» ووصلت إلى حد التهديد بضرب الدرع الصاروخية الغربية مجددة تمسكها بنفس موقفها القوي في ما يخص الأزمة السورية. بدأ الرئيس الروسي المنتخب ورجل روسيا القوي فلاديمير بوتين استعداداته العملية للعودة إلى الكريملين بعد غد بعد فترة «تربص» قضاها في قيادة الحكومة على حد تعبيره. تتزامن عودة رجل المخابرات السوفياتية السابقة إلى الكريملين مع عودة روسيا إلى الزمجزة على ملفي الناتو وسوريا.
تهديد بضرب...الناتو
وقد وصلت الزمجزة الروسية الليلة قبل الماضية إلى حد تهديد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية بالمبادرة باعلان الحرب على «الناتو» وقصف الدرع الصاروخية التي يعتزم إقامتها في أوروبا على مشارف الأراضي الروسية. وأثارت كلمات المسؤول العسكري الروسي أمس اهتمام وسائل الاعلام الأوروبية الغربية التي أشارت بالمناسبة إلى ما أطلقت عليه «العودة الروسية» القوية على الساحة الدولية.
وقالت هيئة الأركان الروسية إنها لم تعد تستبعد امكانية القيام بالسبق في توجيه الضربة لمنشآت تابعة للدرع الصاروخية التي تعتزم الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي إقامتها في أوروبا في حال شعرت بالتهديد أو تفاقم الوضع. وكانت روسيا قد أبدت استعدادها لمساعدة الناتو في انشاء شبكة تحمي أوروبا من هجوم بالصواريخ ولكن العمل المشترك بين الناتو وروسيا لم يبدأ في هذا المجال لأن الولاياتالمتحدة رفضت اعطاء ضمانات بأن الصواريخ الاعتراضية المزمع نشرها في أوروبا لن تستهدف الصواريخ الحربية الروسية وهي الضمانات التي تطالب بها موسكو. وقال وزير الدفاع الروسي «أناتولي سيرديوكوف» إن المباحثات بين روسيا والناتو بهذا الشأن تسير إلى طريق مسدود.
ملفات بوتين
ويرى مراقبون أن هناك طريقا مسدودا ثانيا ولكن بشأن مساعي الدول الغربية لتهميش الدورين الروسي والصيني في مجلس الأمن وهو ما أكدته تداعيات الأزمة السورية. ويدرك رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين العائد إذن إلى الكريملين بعد تجربة حكومية ثرية على حد وصفه أن الملف السوري سيكون إلى جانب العلاقات مع الناتو من أهم الملفات الهامة في سياسته الخارجية.
ولكن بوتين يدرك أيضا أن المعارضة الروسية تستعد لاستقباله بالمظاهرات بعد الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها روسيا في نهاية العام الماضي والتي ندد خلالها المتظاهرون بتزوير الانتخابات والفساد المستشري في البلاد.
وقال المحلل الروسي لوتيانوف محذرا إن «بوتين يسير على خطى الكثير من القادة الروس المحافظين الذين لطالما طلبوا منحهم الوقت والتجربة أثبتت أن التاريخ لم يمنح أحدا الوقت.