هو المهندس العبقري الذي أشرف على حفر قناة السويس، كان له حلمان بتونس ولتونس، الحلم الأول هو إنشاء بحر داخلي بشط الفجاج وشط الجريد عبر خليج قابس وربطه بشط الغرسة الذي ينفذ إلى الأراضي الجزائرية وهذا الحلم لي رأي فيه وكتبت حوله سابقا، ولكنه لا يهمني في هذا المقال أما الحلم الثاني فكان يتمثل في ربط مجردة بزرود وبياش والهدف من ذلك إيصال مياه وادي مجردة للوسط والجنوب ولئن تحقق جزء من هذا الحلم عندما أنجزت قناة اصطناعية توصل مياه مجردة إلى جهة الوطن القبلي في بداية ثمانينات القرن الماضي، فان غياب الإرادة السياسية جعل هذا الحلم يتبخر ويتلاشى في ذهن كل من آمن بإمكانية تحقيقه، ولو تم هذا المشروع العظيم في دولة لا تتجاوز مساحتها 164 ألف كلم 2 لأصبحت تونس بحق جديرة بتسمية «الخضراء» ولقضينا على مشكلة الجفاف بالجنوب ومشكلة الفيضانات بالشمال مثلما يحدث في أيامنا هذه. وعلميا نؤكد على أن الدول التي راهنت على المشاريع التنموية الكبرى قد حققت انجاز ات أصعب بكثير مما نطمح إليه هنا، ويكفي أن نطلع هنا على الانجازات المائية الضخمة بالصين أو بالولايات المتحدةالأمريكية أو حتى بعض الدول العربية مثل انجاز السد العالي بمصر والنهر الاصطناعي بليبيا ونؤكد أن الانكباب على قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية أهم بكثير من المهاترات التي يروج لها بعض الرجعيين من السائرين عكس حركة التاريخ ومثال ذلك قضية ختان البنات والمأذون والنقاب.