هي عائلة بسيطة غير أن ما يميزها عن غيرها من العائلات التي تعيش نفس ظروفها هوامتلاكها لمنزل متواضع يحتاج إلى الترميم والاصلاح قبل ان يتداعى .
السيدة ام السعد الجريدي القاطنة بنهج محمد التواتي بمدينة باجة العتيقة أم لابنين راشدين تجاوزا الاربعين من العمر ولم يتحصلا على عمل يرتقي بمستوى عيش العائلة ولوبالقسط القليل وزوج طاعن في السن تقدم به قطار العمر حتى صار طريح الفراش لا يفارقه الا عند الضرورة القصوى على كرسي متحرك وفرته ادارة الشؤون الاجتماعية غير ان هذا لا يحجب معاناة هذه العائلة من تقلبات الحياة.
اما اسوا ما في الامر فهوصفة الخراب التي تحف بهذا المنزل اذ لا ترى في جنباته غير آثار الرطوبة المتغلغلة في كل جدار من جدرانه وفي كل ركن من أركانه، تشتم رائحة الرطوبة حالما تطأ قدماك فناء الدار وأي فناء هوفمساحته لا تزيد عن مترين عرضا ومتر واحد طولا إن لم نقل أقل من ذلك بكثير.
هذا الوضع وحده كاف بأن يدفع أم السعد إلى مناشدة السلط الجهوية والجمعيات الخيرية لتمكينها من منحة لاصلاح مسكنها الذي بات يهدد كل العائلة بأمراض الحساسية وضيق التنفس جراء الرطوبة كما تلتمس توفير عمل لابنها العاطل والذي تجاوز الأربعين دون ان يصنع لنفسه حياة ولا استقرارا لا ماديا ولا معنويا كما انه ليس يعجز عن مساعدة عائلته فقط بل أنه يعجز حتى عن مساعدة نفسه.