نظمت جمعية السلامة للمساعدة والوقاية من الادمان على المخدرات بمساكن مؤخرا بدار الثقافة علي بن خليفة بوسط مدينة مساكن والتي يرأسها الدكتور مراد جرار وهو مختص في أمراض القلب والشرايين ندوة حول واقع المخدرات ببلادنا اشرف عليها عدد من الاطباء والمختصين والقضاة كذلك من مساكن وسوسة وصفاقس كذلك.
وقد شهدت هذه الندوة حضور عدد كبير من المواطنين من جميع الفئات والاعمار وبلغ عددهم في حدود 500 شخص وعرفت هذه الندوات عديد المحاور كل واحد منها دار على حدة واشرف عليه طرف معين من المختصين وكل منها كان على غاية من الاهمية. حيث تناول المحور الأول الذي اشرف عليه الدكتور طارق القسنيني وهو من جمعية مماثلة بصفاقس والذي اعطى بسطة عن واقع المخدرات في تونس واعطى بعض الارقام والاحصائيات والعلاج وما الى ذلك.
بينما المحور الثاني اشرف عليه المختص في هذا المجال محمد التونسي ومداره الاخطار البدنية والنفسية الناتجة عن تعاطي المخدرات وذكر انواع المخدرات المستعملة في تونس مثل القنب الهندي (الزطلة) والهيروين والمذيبات الطيارة delion-cola والاخطار التي تتولد عنها وهي الالتهاب المزمن للرئتين وتلف الكبد وقتل خلايا المخ والتسبب في الإعاقة. في حين نفسانيا ينجر عن تعاطي المخدرات سلوك عدواني واجرامي وانفصام في الشخصية والقلق والكآبة وتراجع مستوى الدراسة عند التلاميذ.
اما المحور الثالث فقد تناول شهادة حياة لمواطن وعضو بهذه الجمعية كان على غاية من الاهمية نالت تصفيق واعجاب الحاضرين حيث روى قصته للعموم حول تعاطيه للمخدرات على مدى 35 سنة (عمره 62 سنة) وذاق الامرين بسبب ذلك ودخل السجن ولم يتخلص من الادمان إلا بعد صراع كبير جدا. واكد على انه يقاوم حاليا من خلال انضمامه إلى هذه الجمعية حتى يساعد ويبعد الناس عن هذا الطريق السيء من كل الجوانب...
المحور الرابع اشرف عليه قاضي التحقيق محمود هميلة فذكر في مداخلته الفصول والعقوبات التي تنجر عن تعاطي واستهلاك ومسك المخدرات وعواقبها .كما تضمنت الندوة محورا خاصا حول الاسلام تحت عنوان الاسلام حصن ضد تعاطي المخدرات وتحريمه ومنعه لهذه الآفة وهو ما يجب على المسلم الحقيقي.
يذكر ان جمعية السلامة للمساعدة والوقاية من الادمان لا يعود بعثها وتأسيسها سوى الى اشهر فقط وكان احداثها برغبة صادقة من مجموعة من الاطباء والمهتمين بالوقاية والسلامة الصحية بمساكن خاصة ان موضوع المخدرات هو حديث للساعة وتوجد مخاوف كبيرة لدى الجميع من شباب وعائلات من تفشيه وكان من الضروري التحرك في هذا السياق بمساكن لحماية اهاليها منه خاصة أن مساكن لديها أكثر من 30 الف مهاجر بالخارج والكل يعرف علاقة اوروبا والوضع بها في هذا المجال ناهيك انه جاء في المحور الثاني من هذه الندوة وجود نوع يسمى سوبيتاكس SOBITEX دخل بلادنا من اوروبا ويعالج به في فرنسا الادمان على الهيروين عبر وضعه (اقراص) تحت اللسان لكن في تونس يتم قطع هذه الاقراص وتذويبها في 6 قطع ثم يحقن بها المدمن.