طفل صغير.. يدرس بالمرحلة الابتدائية.. ادمن استنشاق «الكولا» و«الديليون» الى ان اضحى غير قادر على المشي.. فقد اصيب بالشلل واصبح يتنقل بكرسي متحرك.. هذا الطفل وغيره كثيرون توجهوا الى الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات بحثا عن العلاج.. تونس الصباح يستعد مركز المساعدة والاصغاء الراجع بالنظر الى هذه الجمعية والمهيإ للاحاطة بالمدمنين ومساعدتهم على التخلص من التبعية نحو شتى الاصناف من المخدرات الى فتح ابوابه بداية من الاسبوع الاول من شهر جويلية 2009 لايواء اطفال ومراهقات ادمنوا استنشاق الكولا والديليون. وفي هذا الصدد افادنا الاستاذ عبد المجيد الزحاف رئيس الجمعية امس ان الجمعية استقبلت عددا كبيرا من الراغبين في العلاج ووردت على مكاتبها مطالب عديدة من شتى انحاء الجمهورية يرغب باعثوها في علاج ابنائهم من تبعية الادمان على اسنشاق الكولا والديليون.. ولاحظ ان الاطفال المدمنين على هذه المواد يتألمون فعلا اذ ان كثرة استنشاقهم لها تجعلهم يفقدون الوعي وعادة ما تصاب بعض خلايا عقولهم الى درجة الاصابة بالشلل الدماغي.. وبين ان هؤلاء الاطفال يدرسون في التعليم الابتدائي وهناك فيهم من يدرس في التعليم الاعدادي وقد زار الجمعية اطفال اصبحوا غير قادرين على المشي بسبب الادمان. ولكن هل للجمعية الفضاء الكافي لاستقبال المدمنين من الاطفال والمراهقات؟ عن هذا السؤال اجابنا الزحاف بالايجاب.. وبين ان طاقة استيعاب المركز ستتعزز لتأمين علاج الراغبين منهم في الشفاء وستصبح 840 سريرا.. وسيؤمن العلاج فريق مختص فيه طبيب نفساني وطبيب مختص وطبيب عام مقيم بالجمعية واخصائي في العلاج الحركي ومربية طفولة واخصائي اجتماعي ومدرب ومختص في الترفيه على الاطفال يلاعبهم ويرافقهم في نزهات شاطئية ومرشدة اجتماعية. ويوجد مركز الاصغاء والمساندة بطينة بطريق قابس على بعد 10 كلم من صفاقس، ويقول الزحاف انه مفتوح لكل المدمنين من جميع الفئات العمرية، والذين يرغبون عن طواعية في الخروج من حالة التبعية.. وبذلك فانه لابد من توفر شرط الرغبة الحقيقية لدى المدمن في العلاج من الادمان وبين الزحاف ان هذا المركز يعد المركز الفريد من نوعه في المغرب العربي وشمال افريقيا. الوقاية بالاضافة الى تأمين العلاج للاطفال المدمنين على الكولا والديليون، تسعى الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات على حد قول رئيسها الاستاذ عبد المجيد الزحاف الى التحسيس بمخاطر هذه الظاهرة قصد الوقاية منها. وفي هذا الصدد وفي اطار احياء اليوم العالمي للوقاية من تعاطي المخدرات، تنظم الجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات ملتقى حول «الوقاية من التبعية للمذيبات لدى الاطفال والمراهقين» وذلك يوم الاربعاء القادم غرة جويلية 2009 بمدينة صفاقس وترمي هذه التظاهرة الى تبادل الاراء حول استهلاك المذيبات من قبل الاطفال والكهول ومناقشة الجوانب القانونية والاجتماعية والنفسية لها. ومن بين العناوين التي سيتم التطرق اليها خلال هذا الملتقى «استعمال الكولا وتأثيرها على صحة الاطفال» و«الجوانب القانونية لحماية الطفل من التبعية و«ادمان استهلاك المذيبات» وخطر المذيبات على اطفال المدارس والمعاهد و«استنشاق الموت» والاحاطة النفسية والاجتماعية بالاطفال متعاطي المذيبات وغيرها من المداخلات.. ولكن هل تكفي الاحاطة النفسية والاجتماعية والطبية لاعادة الطفل الى ما كان عليه قبل الادمان؟ عن هذا السؤال قال الاستاذ الزحاف ان الشفاء ممكن اذا تم العلاج بصفة مبكرة.. وفي نفس الصدد يقول احد الاطباء ان هؤلاء الاطفال فقدو الكثير من خلايا الدماغ.. بكيفية لا تعوض.. وتبقى الدعوة ملحة للاولياء والمربين لايلاء المسألة ما تستحق من الاهمية والحرص اكثر على مراقبة الاطفال..