بعد أكثر من عام على الثورة لا شيء تغيّر، لا شيء تبدّل والخوف كل الخوف أن تكون جميع الوعود الانتخابية التي بشرت بها كل الأحزاب بما فيها الثلاثي المتحالف مجرد دعاية انتخابية وكسب لودّ الناخبين ليس إلاّ. قيل للمواطنين بأنّه سيتم إحداث منطقة صناعية تشغل مئات الشباب وقيل عن إحداث مناطق سقوية وحفر آبار عميقة وإسناد قروض صغرى لتشجيع صغار الفلاحين ودراسة الحاجات الملحة والضرورية لهذه المعتمدية مثل إحداث بلدية وتقريب الخدمات من المواطن بإحداث فروع لأهم الإدارات الجهوية قيل وقيل.
ويبدو أن الشيء الوحيد الذي أعطاه الساسة للشعب هو الكلام، والشعب لا يريد الكلام صراحة يريد الأفعال يريد أن يرى شيئا ملموسا قد تحقق على أرض الواقع ويبدو أنّ هذا الأمر صعب التحقق الآن في ظل تهرّب كلّ طرف من المسؤولية فالسلطة برؤوسها الثلاثة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس التأسيسي لازالت تدور حول المشاكل والمصاعب التي يعيشها المواطنون خاصة في الأوساط الريفية دون تحقيق أي تقدّم يذكر ودون الولوج مباشرة لمعالجة هذه المشاكل، لقد سئم الناس اللّف والدوران وسئموا من «ارجع غدوة» وهذه ليست من مشمولاتي» وجميع العبارات المستهلكة.
الناس وخاصة الشباب هنا لا يشعرون أنّ هناك طرفا جدّيا يتعاملون معه فالكلّ يقذف الكرة إلى الآخر بحثا ربّما عن مصالح انتخابية قادمة كلّ ذلك على حساب المواطن واستحقاقاته في الشغل والصحة والدراسة في ظروف يحلم الجميع أن تكون عاديّة ليس إلاّ، نسبة البطالة الرهيبة التي تعيشها معتمدية منزل الحبيب والافتقار إلى أبسط الخدمات من شأنّها أن تؤزم الوضع.