كانت الاجواء العامة التي سبقت الجلسة العامة الخارقة للعادة للنادي الافريقي توحي أن هذه الأخيرة مفتوحة على كل الاحتمالات اذ هناك من تكهن بأن الهيئة قادرة على تمرير بعض الفصول التي تضمنها مشروع القانون الأساسي. يؤكد هؤلاء أن «جمهور الكرة» لا علاقة له بالقوانين وبالتالي لا يمكنه ان يتفطن للنوايا الحقيقية للذين أعدوا مشروع القانون الأساسي وهناك في المقابل من أكد أن «الثورة» غيرت العقليات وانقلب الهرم حيث أصبحت القاعدة هي التي تحدد وتسير وليست القمة.
ما حصل أمس في الجلسة العامة الخارقة للعادة للنادي الافريقي يؤكد ذلك اذ ان الجمهور الحاضر والحامل للاشتراكات طبعا فرض ما أراد وسير الجلسة في الاتجاه الذي أراده.
مخطط مرفوض
هذا هو الشعار الذي رفعه «شعب الافريقي» أمس في الجلسة العامة حيث فرضوا تغير كل شيء خططت له الهيئة الحالية التي طلبت من لجنة موالية لها وكذلك لكبار النادي اعداد مشروع القانون الأساسي وأول ما طالب به الجمهور انتخاب لجنة تشرف على تسيير الجلسة أو على الاقل رئيس لها ومساعد له وهو ما حصل فعلا ونال هذا الشرف السيد زين العابدين الوسلاتي وساعده السيد رشيد الزمرلي وكما فرض الجمهور تغيير المشرفين على الجلسة فقد فرض تغيير اللجنة التي ستكلف باعداد القانون الأساسي وفرضوا أيضا ان تكون هذه اللجنة أولا منتخبة وثانيا بعيدة كل البعد عن الهيئة وعن كبار النادي الذين يريدون احتكار المسؤوليات وهذا يعني ان مشروع القانون الأساسي الذي تم اعداده ألقي في سلة المهملات وبدا واضحا ان الجمهور واع بأن الهيئة لا يمكن ان تكون طرفا وحكما في نفس الوقت ويذكر أن عديد الفصول وردت بالمشروع المذكور أثارت الاستغراب مثل الفصل 24 الذي يحرم المنخرطين حديثا من التصويت لاختيار الهيئة المناسبة للافريقي ولا يمنح هذا الحق الا للمنخرطين منذ 6 أشهر على أقل تقدير.
عموما وما هو مؤكد أن الحاضرين كانوا جميعا ضد سياسة الهيئة الحالية وباستثناء أقلية مطلقة حاولوا الدفاع في البداية فإن الأغلبية المطلقة كانوا ضد هذه الهيئة وطالبوا الى جانب كل الاشياء المذكورة سابقا بضرورة الاعلان عن موعد للجلسة العامة الانتخابية بل طالبوا بالاسراع في ذلك والحقيقة ان جمهور الافريقي كان مثالا في الوعي ويبدو أنه يعرف الهيئة الحالية أكثر مما تتخيل هذه الأخيرة لأن هذا الجمهور طالب بأن تكون الجلسة العامة الانتخابية في بداية شهر جوان على أقصى تقدير وليس في نهايته لأنه يعلم ان الهيئة تريد الوصول الى نهاية جوان حتى تتمكن من التفريط في بلال العيفة بمليار تقريبا وهو ما كان فعلا اذ فرض تاريخ 8 جوان القادم ليكون الموعد النهائي للجلسة العامة الانتخابية بقي ان نشير ان مشروع القانون الأساسي الذي سيتم اعداده لاحقا قد لا يهم الجلسة العامة القادمة يوم 8 جوان وانما للمستقبل ويبدو أن جمهور الافريقي غير مستعد حتى لمناقشة موعد الجلسة العامة الانتخابية.
للكبار نصيب
في الجلسة الخارقة للعادة التي انتهت بعيدا عن العنف والتجاوزات رغم الفوضى لم يتصد الاحباء للهيئة المديرة فقط بل طالت كبار النادي وخاصة السيدين حمادي بوصبيع وفريد عباس اذ أكد الاحباء ان الهيئة لا يمكنها ان تكون «رهينة الاب الروحي» ولابد ان يترأس الافريقي شخص يفرض استقلالية النادي.