دعا المعارض الكردي ورئيس المجلس الوطني الكردستاني في سوريا شيركو عباس اسرائيل الى دعم تقسيم سوريا واقامة كيانات فيدرالية ،فيما دخلت تل ابيب على خط الازمة معربة عن املها في سقوط الاسد.
انتقد المعارض الكردي السوري المخضرم من واشنطن، ورئيس المجلس الوطني الكردستاني في سوريا شيركو عباس محاولات الادارة الامريكية لحمل ا كراد سوريا على الانضمام الى المجلس الوطني السوري المعارض والعمل معه.
دعوة شيطانية
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية عن عباس ان تفكيك سوريا الى كيانات اثنية بادارة فيدرالية من شأنه ان «يكسر الحلقة» بين سوريا و»الهلال الشيعي» الذي تقوده إيران.. واشار شيركو عباس الى ان مثل هذه الاقاليم الفيدرالية الكردية والدرزية والعربية السنية لن تكون لها مصلحة في التحالف مع ايران، في حين ان سوريا فيدرالية ستتفادى امكانية قيام سوريا اسلامية سنية تسيطر عليها جماعة الاخوان المسلمين الصاعدة بوصفها تحديا جديدا لاسرائيل والغرب.
وقال شيركو عباس انه من الضروري «تقسيم سوريا الى اشلاء» على حد تعبيره. وذهب المعارض الكردي السوري الى ان سوريا فيدرالية تتألف من اربعة أو خمسة اقاليم على أساس الهوية الاثنية، ستكون ايضا بمثابة منطقة عازلة طبيعية بين اسرائيل وقوى سنية وشيعية على حد سواء.
ويشكل الكرد اكبر اقلية قومية في سوريا بنسبة تزيد على 10 في المائة من السكان، غالبيتهم يتركزون في محافظتي الحسكة والقامشلي. وهناك ايضا تجمعات كردية كبيرة في حلب وحماة ودمشق مندمجة مع سكان هذه المدن. واستبعد عباس بقاء نظام الرئيس بشار الأسد على المدى البعيد.
وقال عباس «ان النظام منته، سواء في عام أو حتى في عامين».على حد قوله. واشار زعيم المجلس الوطني الكردستاني في سوريا، الى التفجيرات الارهابية الأخيرة في دمشق بوصفها دليلا على استماتة الأسد ويأسه قائلا انها من تدبير جهاديين سنة يعملون لحساب الأسد. وأكد «ان النظام يطلق الآن مجموعاته الانتحارية.حسب زعمه».
وجاءت تصريحات شيركو عباس ردا على اجتماع عُقد في وزارة الخارجية الامريكية مؤخرا بين مسؤولين أمريكيين وممثلين عن المجلس الوطني الكردي، وهو تنظيم كردي سوري آخر... وحضر الاجتماع روبرت فورد سفير الولاياتالمتحدة في دمشق الذي غادر العاصمة السورية في وقت سابق من العام، وفريد هوف المنسق الخاص للملف السوري في الادارة الامريكية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، ان الهدف من اللقاء يأتي في اطار «الجهود المتواصلة.... لمساعدة المعارضة السورية على بناء معارضة أقوى تماسكا ضد الأسد».
ويقول مراقبون ان كثيرا من الاكراد ينظرون بريبة الى المجلس الوطني السوري بسبب الثقل الكبير لجماعة الاخوان المسلمين في قيادته وارتباطاته الوثيقة بالحكومة التركية.
وكان رئيس المجلس برهان غليون رفض وجود اقليم باسم كردستان سوريا، ودعا كردها الى التخلي عما سماه وهم الفيدرالية الذي لا طائل منه. وانسحب الاكراد الذين انضموا الى المجلس الوطني السوري في ايامه الأولى، بعد أن أخفقوا في نيل التزام بتغيير اسم سوريا من الجمهورية العربية السورية حاليا، الى الجمهورية السورية فحسب.
كما رفض المجلس ان يقطع على نفسه أي التزام بمنح الكرد حكما ذاتيا في سوريا ما بعد الأسد. وقال رضوان زيادة، عضو المجلس الوطني السوري المقيم في واشنطن ان قضية الاكراد السوريين لا يمكن ان تُحل إلا في سياق الديمقراطية بعد سقوط النظام السوري.
نوايا اسرائيلية
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية امس، أن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخافي قام بزيارة سرية قبل أسبوعين إلى واشنطن، والى مقر الأممالمتحدة في نيويورك لمناقشة الأزمة السورية. وذكرت أن كوخافي أشار خلال زيارته الأممالمتحدة إلى أن إسرائيل اليوم تفضل انتهاء حكم الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، إن كوحافي التقى في واشنطن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، إضافة الى مسؤولين رفيعي المستوى في وكالة الاستخبارات ووزارة الدفاع. وذكر المسؤول الإسرائيلي أن الموضوع النووي الإيراني احتل جزءا أساسيا في محادثات كوخافي في واشنطن..
كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي اطلع على مضمون محادثات كوخافي في الأممالمتحدة قوله، إن الأخير ذكر خلال المحادثات أن رؤية الموساد الإسرائيلي لما يجري في سوريا قد تغيرت.
وأضاف كوخافي أن إسرائيل كانت تعتقد أن بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد يخدم مصلحتها، لكنها باتت تفضل اليوم زوال ذلك النظام.. وقالت الصحيفة إن كوخافي التقى مسؤولين في شعبة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وذلك على خلفية استبدال قائد اليونيفيل، الجنرال الإسباني ألبرتو أسرتا في نهاية جانفي، بالجنرال الإيطالي باولو سيرا.
وتجدر الإشارة إلى أن دخول جنود من دول إسلامية مثل إندونيسيا في قوام اليونيفيل ضاعف من قلق إسرائيل التي تعتقد أن العسكريين المسلمين سوف يتعاطفون مع عناصر حزب الله.