رحل يوسف الرقيق في صمت بعد أن عانى شراسة المرض في صبر وصمت فلم يشأ أن يشغل أصدقاءه بمعاناة مرضه الذي داهمه منذ أشهر . برحيل يوسف الرقيق تخسر الثقافة التونسية فنّانا جمع بين المسرح والفن التشكيلي وقد كانت له فيهما مساهمات كبيرة على مدى حوالي نصف قرن .أدار الرقيق فرقة صفاقس وفرقة نابل للمسرح قبل أن يغيّر وجهته الى الفن التشكيلي .
في أواخر الثمانينات أسسّ الرقيق في مدينته المسرح مهرجانا دوليا للفنون التشكيلية حقّق سمعة عالمية وكان الرقيق هو روح هذا المهرجان الذي أصبحت له تقاليده وموقعه في الحركة الفنية واستطاع الرقيق أن يغيّر وجه هذه المدينة الصغيرة على البحر رغم أنّها تفتقر الى شاطئ صالح للسباحة إلاّ أنّ عبقرية الرقيق جعلته ينجح في أن يجعل من مدينة المحرس قبلة في الصيف لنوع جديد من السياحة .
كان الرقيق مؤمنا بتونس وبروحها المنفتحة على العالم وكان زاهدا في المناصب محبا للحياة نجح في نسج علاقات واسعة مع فنانين ومنظمات ثقافية في الشّرق والغرب .لا أذكر أني التقيت يوسف الرقيق خلال السنوات الطويلة التي عرفته فيها عابسا أو متجهما كان دائما مقبلا على الحياة ومؤمنا بالمستقبل .رحم اللّه يوسف الرقيق «كان كالماء يجري لم نقف له في حياته على وقفة قط كالمستعد للرحيل لا ينقضي عنه الرحيل».