إن الحديث عن المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس هو حديث الألم والوجع والفجيعة. ولا نضيف شيئا جديدا اذا أ كدنا ان أهالي المحرس مستاؤون ويعلنون في كل مناسبة عن غضبهم وتمردهم على هذه التظاهرة »الثقافية« ويطالبون وهذا حقهم الشرعي الهيئة المديرة، الدائمة بالتنحّي والإستقالة. نقول للسيّد يوسف الرقيق الرئيس الدائم للمهرجان إن التشبث بالحكم مدى الحياة لا يليق برجل يدّعي الخلق والابداع. ونقول كذلك للسيّد الرقيق إذا أراد البقاء في مكانه أن اللغة الخشبية والمراوغات كلام أكل عليه الدهر وشرب، فهل أتاك حديث الألم والوجع والخديعة؟ يقول »أش ج« وهو مختصّ في الجماليات »لا أفهم بقاء هذه الجماعة ولا أرى فنّا، بل أرى رداءة موصوفة. أين اللوحة البكر؟ أين الرسوم العذراء؟ أين التماثيل الشامخة؟ أين الخطوط والألوان والصور الثائرة المتمردة الباحثة دوما عن الجمال؟«. الفن يا صاحبي تجاوز للواقع ودوس على العدم وخروج عن المألوف، والفن بدعة أو لا يكون وما كل بدعة بضلال، والفن دعوة أنيقة وفريدة وملحّة للخيال ان يعتلي العرش. تقول »جرمان . ر«، »مهرجان المحرس.. هو فرصة لقضاء عطلة آمنة وبأقل التكاليف! المبلغ المالي الذي ندفعه كمعلوم اشتراك في هذه التظاهرة يمكننا من اكتشاف تونس. تريد.. الحقيقة؟ نحن نأتي لنتسلى!«. المهرجان المذكور أصبح هزلا؟ إن أهالي مدينة المحرس والعديد من الفنانين الحقيقيين يطالبون بإجراء انتخابات حقيقية وديموقراطية بحضور وسائل الاعلام. الكل يعلم انه لم نجر انتخابات منذ إحداث المهرجان. في كل مرة يقع تنصيب وتعيين لأشخاص لا علاقة لهم بالفنون التشكيلية. مرت 21 دورة زاخرة (1) بالفراغ الفكري والبؤس الثقافي. أهالي مدينة المحرسوالتونسيون ليسوا قطيعا، نريد جوابا وتوضيحات من السيد يوسف الرقيق ومن مساعده الأوحد! وتتحول الأعراس الى مآتم إنه الخور والوجع الكبير وإنها السخرية من الفنان الحقيقي. المهرجان الدولي اغتيال للإبداع. فهل أتاك حديث الرداءة؟ ونسأل السيد الرقيق الرئيس الدائم: لماذا طردت المبدع النابغة خليفة شلتوت؟ لماذا طردت هيئة الدعم والمساندة المتكوّنة من كوادر عالية ومن مثقفين محارسيّة يقطنون بتونس العاصمة؟ نريد توضيحا وإجابات وإقناعا وشيئا من الشفافية. المشاركون في هذا المهرجان هواة وأعمالهم لا ترقى الى الإبداع، فكفانا مغالطات. وتتساءل »علية . ع«، »أين حفل العين؟ أين الفن؟ أين الجمال؟ إنه العدم«. ونسأل السيد يوسف الرقيق ومساعده، أين مدينة الفنون التي تتحدثان عنها؟ إنها الأكذوبة الكبرى، إنه الكذب المرير، إنه الشعور بالإحباط، بالمرارة وبالهزيمة. إنه البحث عن الزمن المفقود. فمتى ستجرى انتخابات حقيقية وديموقراطية؟ ومتى ينجلي الليل؟