تمثل الجالية التونسية في قطر نموذجا للجاليات الأجنبية التي حققت النجاح في احترامها لقوانين البلاد ولقيم العمل. تعد الجالية التونسية واحدة من أكبر الجاليات العربية في قطر إذ تعد 10 آلاف تونسي يعمل أغلبهم في قطاعات التعليم بمستوياته الثلاثة والصحة والنفط والأمن والسياحة. وتحظى الجالية التونسية بتقدير خاص إذ أنها من بين الجاليات المعروفة بالعمل والانضباط وقال سعادة سفير تونسبالدوحة السيد منذر الظريف أن الجالية تتمتع بتقدير خاص من القطريين لكنه في المقابل أكد على أن التونسيين الذين يرغبون في الالتحاق بقطر للعمل عليهم أن يراعوا القوانين والاتفاقيات المبرمة بين البلدين والتي تنص أولا على ضرورة مصادقة وزارة التشغيل التونسية ووزارة التشغيل القطرية على العقود حتى يضمن العامل حقوقه لأنه بدون هذا العقد المصادق عليه لن يجد التونسي عملا في قطر وإن وجده فسيكون بدون الشروط المطلوبة والضرورية للعيش الكريم .
وفي هذا السياق قال سعادة السفير إن هناك حوالي 500 تونسي وصلوا الى قطر دون عقود مصادق عليها من الجهتين فلم يجدوا عملا وعاشوا ظروفا صعبة حتى أن بعضهم أقام لفترة في المساجد وفي الجمعيات الخيرية وهو ما لا يليق بتونس ولا بسمعة التونسيين وقد حاولت مصالح السفارة إيجاد حلول مؤقتة لهؤلاء لكن أمكانياتها محدودة والقوانين القطرية صارمة وقال سعادة السفير إنه على التونسيين أن يفهموا هذا وقد جاءت زيارة السيد عبدالوهاب معطر الى الدوحة لمزيد تفعيل هذه الإتفاقيات وستنتدب السوق القطرية حوالي 20 ألف تونسي وفقا لهذه الإتفاقيات وأكد على أن قطر تحتاج الى إطارات وليس الى العمال البسطاء لأن ألف درهم التي يحصل عليها العمال الأسيويون تقريبا لا تغري العامل التونسي لأنها لا تتجاوز 400 دينار .
من الملفات التي تم حسمها مؤخرا قضية المدرسة التونسية التي أسالت الكثير من الحبر وقال سعادة السفير انه تم وضع حد للتجاذب السياسي حول هذه المدرسة التي ستكون مدرسة جمهورية لكل أبناء التونسيين تدرس وفق البرامج الرسمية وتتخذ مسافة على كل الأحزاب السياسية وقال انه تم بعث هيئة أولياء ومربين للأشراف على هذه المؤسسة التربوية الهامة وقد وضع مؤخرا السيد محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت حجر الأساس للمقر الجديد للمدرسة.
ومن جهة أخرى وفي إطار تحسين ظروف الجالية تم بعث «مجلس الجالية» وهو مجلس منتخب للإشراف على مصالح التونسيين في قطر وتمتين علاقات التضامن بينهم.
السفارة
كما هو معروف أغلقت السفارة التونسية لمدة سنتين من 2006 الى 2008 بسبب غضب الرئيس السابق من القيادة القطرية وعندما فتحت السفارة من جديد تم اختيار حي شعبي بعيد عن وسط العاصمة كمقر لها وبادر سعادة السفير منذر الظريف الذي قضى سنوات طويلة في «الثلاجة» وحرم من الترقيات بسبب غضب بن علي عليه قبل سنوات طويلة الى اختيار مقر جديد للسفارة في الحي الديبلوماسي الى جنب بقية سفارات العالم كما تم تفعيل الحصول على قطعة أرض ب6 الاف متر لإقامة مقر السفارة وكانت قطر منحت هذه الأرض الى الجمهورية التونسية كرد جميل لمنح تونس قطعة أرض لقطر لإقامة سفارتها في تونس وسيتم الشروع في الأشغال قريبا. وذكر سعادة السفير أن الهاجس الأساسي له الأن هو تفعيل الاتفاقيات بين تونس وقطر من أجل مزيد الاستثمار وأكد على أن الديبلوماسية التونسية يجب أن تكون في خدمة العلم المفدى والمصالح العليا للدولة بعيدا عن أي توظيف سياسي أو رؤية حزبية .
وأكد سعادة السفير أن زيارة السيد رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي كانت ناجحة جدا وسيؤدي قريبا السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقتة زيارة الى الدوحة لمزيد تفعيل التعاون الثنائي .