لئن مثلت جهة الكاف أرضا خصبة للعمل الفلاحي منذ عقود الا أن القطاع الصناعي بدأ يشهد منذ مدة قصيرة قفزة نوعية جسمتها عديد المشاريع التي كانت انطلاقتها ببطء ملحوظ ويبقى أصحابها في انتظار أن تتوج مجهوداتهم بالنجاح المأمول. وقد التقت «الشروق» السيد مهدي الكلاعي المدير الجهوي لوكالة النهوض بالصناعة والتجديد بالكاف والذي تحدث عن الواقع الصناعي بالجهة واهم البرامج التنموية التي ستشهدها المنطقة ... وقد أكد السيد مهدي الكلاعي ان الكاف تحتوي على ثروات ذات صبغة فلاحية وهي التي توفر منتوجا فلاحيا هاما ومتنوعا (طماطم حليب خضروات زيت زيتون مياه معدنية....) علما أن زيتون المنطقة هومن النوع الشتوي الذي يعتبر الأفضل من حيث الجودة مذاقيا وصحيا كما أن مياهها هي من أجود الأنواع وطنيا.
وأضاف ان استغلال هذه الثروات يتطلب الجهد الكثير حتى تترجم إلى مشاريع تحويلية منتجة ومشغلة ومن الجهود المطلوب القيام بها تحيين الدراسات المتوفرة بوكالة النهوض بالصناعة وأيضا بديوان تنمية الشمال الغربي حتى تكون «دراسات فرص» واضحة تستجيب في معطياتها التفصيلية لطلبات المستثمر (الكمية, النوعية, ومسالك الانتاج والترويج) وقد تم في هذا الصدد البدء في الاعداد لهذه الدراسات من قبل المركب الصناعي والتكنولوجي بالكاف بمراسلة وكالة التعاون الفني التونسي الألماني (GIZ ) وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية الاقتصادية (PNUD) .
وتابع أن هناك ايضا مواد انشائية ومنجمية وحسب الديوان الوطني للمناجم تعتبر الخارطة الجيولوجية بولاية الكاف الخارطة الوحيدة المتكاملة والتي توفر جميع انواع المواد الانشائية والمنجمية (الطين الاحمر والأخضر, الرمل السيليسي, الحجارة الرخامية, الجبس, كربونات الكلسيوم, الفسفاط, الاسمنت, الحديد, الزنك, الرصاص...) وتم تحديد 40 مقطع مواد انشائية إلى حد الآن منها 5 طينية, 27 أحجار كلسية, 5 أحجار جبسية, و3 أحجار رملية مع الاشارة إلى أنه انجزت بطاقات مشاريع ل23 مقطع وأعدت دراسات جيولوجية ل4 مواقع وأخرى معمقة خاصة بجبل ابة بالدهماني(حجارة رخامية).
كما اكد انه لم يقع استغلال هذه الثروات الاستغلال الأمثل نظرا لوجود صعوبات عدة منها بالخصوص تشعب الوضع العقاري اذا ما تعلق الأمر بوجود الموقع في أرض على ملك الدولة العمومي. هذه الاشكاليات سعت وتسعى الهياكل المتداخلة لحلها.
وقال ان نقاط برنامج العمل يقتضي تفعيل اللجنة الفنية الجهوية للمواد الانشائية للقيام بدورها في متابعة الملفات لدى الوزارات المتداخلة (التجهيز والاسكان وأملاك الدولة والشؤون العقارية) للإسراع بحل المشكل الأساسي المتمثل في الوضعية العقارية للمقاطع وأيضا بإنجاز دراسات الفرص لوضعها على ذمة المستثمرين الذين اتصلوا بالجهة(مشاريع صنع الآجر, الجبس, تحويل الرخام, صنع الفخار..) وبالمناسبة أشير إلى أن عديد الاستثمارات توجهت إلى الجهة لاستغلال هذه الثروات سواء في قطاع الصناعات الفلاحية الغذائية أوالمواد الانشائية وكذلك في قطاعات مختلفة أخرى وهي مشاريع هامة لذا وجب على جميع أبناء الجهة المساهمة في توفير مناخ ملائم لتشجيعها على الانتصاب.
وعن موعد انطلاق هذه المشاريع قال السيد مهدي الكلاعي «بالنظر إلى الاشكاليات المطروحة والتي تسعى الجهة لحلها خاصة في قطاع المواد الانشائية واعتبارا إلى كون المشاريع المتوسطة والكبرى هي التي تشغل نسبة هامة من اليد العاملة فإني أقول إن هذه المشاريع تحتاج إلى بعض الوقت لإنجازها وهذه المدة تصل في معدلها إلى سنة تقريبا, لذا فإن سنة 2013 ستكون سنة اقلاع للقطاع الصناعي بالجهة وسيكون انطلاق انجاز بعض هذه المشاريع خلال عام 2012 وهوما من شأنه التأثير ايجابيا في التخفيف من نسب البطالة خصوصا وأن من بين هذه المشاريع توجد مشاريع هامة وهوما يجعلني أؤكد أن مستقبل الجهة سيكون حتما أفضل بكثير مما كان عليه سابقا.