تزامنا مع تحضير الغرب وبعض العرب لإقامة منطقة «سنية عازلة» شمال لبنان تكون حلقة وصل مع «حمص السورية», سقط أمس السبت عشرات الشهداء والجرحى في تفجير سيارة مفخخة في دير الزور. وحذرت مصادر سياسية وأمنية لبنانية مطلعة من مغبة إقامة منطقة لبنانية شمالية عازلة لا تخفي عدائها للجنوب الشيعي وتدعم بشكل كامل ومطلق المسلحين السوريين وغير السوريين في المدن ذات الغالبية السنية.
«المستقبل» متورط
ولم تخف ذات المصادر اعتقادها الجازم بتورط فريق المستقبل بقيادة سعد الحريري في لعبة العزف على الوتر الطائفي مرجحة أن تكون الأسلحة المتدفقة على لبنان عامة وعلى طرابلس خاصة .. أسلحة أمريكية الصنع خليجية التمويل.
وأردفت أن المتآمرين على سوريا يفكرون حاليا في إقامة «بنغازي» جديدة في لبنان مرتبطة فكريا وإيديولوجيا وسياسيا بمشروع إسقاط سوريا دورا ودولة الذي تنفذه قوى ومجموعات مسلحة داخل الشام .
وأكدت أن تجاهل حكومة ميقاتي لهذا الخطر سيدخل البلاد في أتون حرب أهلية والمنطقة برمتها في خندق الاقتتال الطائفي موضحة أن عددا من «وكلاء» الغرب في لبنان يريدون إشعال فتيل حرب سنية شيعية ومن ثمة حرب إسلامية مسيحية.
وبينت أن هذا المخطط ظهر إلى العيان عقب زيارة الديبلوماسي الأمريكي جيفري فيلتمان إلى لبنان ولقائه بقادة فريق «14 آذار» مشيرة إلى أنه أي المخطط الطائفي شديد الارتباط بالزيارات المكوكية التي أداها سعد الحريري إلى السعودية وبعض دول الخليج الأخرى.
ويبدو أن هذا الطرح السياسي يجد على الساحة ما يؤكده حيث دعت الدوحة وأبو ظبي أمس رعاياهما إلى مغادرة لبنان فورا محذرة مواطنيهما من السفر إلى لبنان. حيث صرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية لوكالة «قنا» بأنه نظرا للأوضاع الأمنية غير المستقرة في لبنان وما قد يترتب عليها من تداعيات، فإن وزارة الخارجية تدعو كافة المواطنين القطريين إلى عدم السفر إلى لبنان في الوقت الحالي حرصا على أمنهم وسلامتهم.
وذكر أن الوزارة تدعو المواطنين القطريين المتواجدين في لبنان حاليا إلى المغادرة، وفي حالة ضرورة بقائهم عليهم الاتصال بسفارة دولة قطر في بيروت لإبلاغهم بالأسماء ومقر الإقامة وكيفية الاتصال.
من جهته قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور في تعليق على القرارين القطري والإماراتي: «نأمل من الإخوة المسؤولين في دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة إعادة النظر في هذين القرارين لأن الأوضاع في لبنان لا تستدعي من المسؤولين في البلدين الشقيقين اتخاذ مثل هذه القرارات».
تفجير إرهابي جديد
وبالتوازي مع المستجدات الأمنية والسياسية في لبنان ذات الصلة بالوضع السوري , أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن سيارة ملغومة يقودها انتحاري انفجرت في حي مساكن غازي عياش بمدينة دير الزور شرق سوريا ، مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين نتيجة الهجوم.
ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي قوله : إن المهاجم الانتحاري اقتحم بسيارته المفخخة مبنى مؤسسة الانشاءات العسكرية «حي مساكن غازي عياش» مما أدى إلى مقتل 9 من المدنيين وحراس المبنى واصابة العشرات بعضهم جروحه خطيرة ومن بين الجرحى طفلة عمرها أربع سنوات وفتاة عمرها 26 عاما.
وأضاف المصدر أن التفجير أدى لتصدع الأبنية على مسافة مئة متر في محيطه وأحدث حفرة بقطر خمسة أمتار وعمق مترين ونصف المتر وقدرت كمية المتفجرات بنحو ألف كيلوغرام. وأشارت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن وفدا من المراقبين الدوليين أطلع على موقع الاعتداء الارهابي.
طرف ثالث
أمميا , تراجع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تصريحاته السابقة بشأن إمكانية أن يكون تنظيم القاعدة مسؤولاً عن التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا بالعاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي. وقال مون : «إن حجم وتعقيد هذه التفجيرات الإرهابية دفعه لهذا الاعتقاد». وأضاف «أن التحقيق مستمر لمعرفة من هي الجهات الثالثة التي قد تكون خلف هذه التفجيرات مجددا دعوته لوقف العنف فوراً». وكان أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي عنان، المبعوث الدولي لسوريا، قد ألمح إلى أن طرفاً ثالثاً، لا تزال هويته مجهولة، بات موجوداً على الأرض في سوريا. وجاءت تصريحات المتحدث رداً على سؤال حول تصريحات بان كي مون حول إمكانية أن يكون تنظيم القاعدة مسؤولاً عن الهجمات الأخيرة في سوريا. كما أفاد المتحدث الرسمي باسم الأممالمتحدة، مارتن نسيركي، بأنه لا توجد أدلة دامغة على وجود تنظيم القاعدة في سوريا، لكن الهجمات الأخيرة التي ضربت دمشق هي من عمل جماعات إرهابية منظمة وتثير القلق.