رغم أن هناك أكثر من ثلاثين دولة غربية معادية لسوريا ورغم أن هناك العديد من الدول العربية تعمل للإجهاز على سوريا. ورغم العداء المعلن من طرف أمريكا وإسرائيل ورغم الحصار الاقتصادي والذي أثر كثيرا على التنمية وخاصة قطاع النفط خسائر أكثر من ثلاثة مليارات دولار.
ورغم الحرب الإعلامية الشرسة التي تخدم أجندة خليجية أمريكية صهيونية ورغم الكميات الهائلة من الأسلحة التي تدخل سوريا من البر والبحر وتصل إلى أيدي الإرهاب لتعبث بالبلاد فسادا وتجعل الموت عنوان قضيتها ورغم النعرات الطائفية التي لم نكن نسمع بها من قبل والتي أحيتها جهات تكفيرية عبر قنواتها الاعلامية ورغم محاولاتهم الحثيثة لتقسيم سوريا إلى دويلات ضعيفة متصارعة لتكتمل الأجندة الجغرافية لسايكس بيكو ولتحقيق حلم الصهيونية للوصول إلى مياه الفرات ورغم ورغم ورغم. فإن سوريا بقيت صامدة لأنها بنت عبر عقود علاقات استراتيجية مع دول إقليمية نافذة وفاعلة ولأنها بنت مؤسسات اقتصادية تغنيها عن استيراد معظم السلع وطورت الفلاحة لتصبح أول دولة عربية لها الاكتفاء الغذائي والمصدرة للحبوب وتونس مثلا كانت تستورد الحبوب والبذور من سوريا بسعر تفاضلي.
كذلك استطاعت سوريا دائما أن تخرج بأقل الخسائر الناتجة عن العداء الأمريكي لها فإن كنت ضعيفا أمام خصم قوي فناور وسوريا تجيد المناورة السياسية كذلك استضافت سوريا كل الفصائل الفلسطينية المقاومة للإحتلال ودعمت المقاومة اللبنانية لتحرير الجنوب وآوت المقاومة العراقية ضد الإحتلال الأمريكي ووفرت الغذاء والصحة والتعليم لأكثر من 2 مليون عراقي.
واستطاع الاعلام السوري ان يوقف الاعلام المحرض على الدمار والخراب وأن يفضح الكثير من «فبركاته» وذلك عبر اظهار الحقيقة للعالم ففي الوقت الذي تظهر فيه بعض القنوات مشهد للدمار والحرب في شارع من مدينة ما تظهر القنوات السورية نفس الشارع في نفس الوقت يسوده الهدوء والحياة العادية.
وعندما أظهرت هذه القنوات المغرضة مشاهد حرب أهلية وتقتيل تبين أنها مأخوذة من أرشيف الحرب الأهلية اللبنانية والعراقية كذلك تصدت للعبة الطائفية القذرة وثبت أن سوريا لكل السوريين والعرب وأن الشعب العربي السوري هو شعب واحد بقطع النظر عن دينه وملته وطائفته.
مع الأسف الشديد الذي يدفع ثمن هذه المؤامرة ضد سوريا هو الشعب العربي السوري نفسه فقد جعلوه وقودا لحرب دنيئة. سوريا بدأت عملية اصلاح سياسي ومشت خطوات كبيرة في هذا الاتجاه ونحن ندعوا إلى المزيد والمزيد من الاصلاح كذلك ندعوا الأطراف الأخرى إلى تحكيم العقل وبدء حوار شامل بين كل الفصائل السياسية في سوريا.
أقول حوارا وليس قتالا فالحوار لمصلحة الشعب السوري والقتال لمصلحة أعداء سوريا.