منذ الثاني عشر من مارس الماضي امتلأت الصحف العبرية بالتوقعات والتحليلات، في محاولة لمعرفة كيف ستكون صورة مصر في أعقاب الانتخابات؟ هل سيأتي نظام معاد لإسرائيل أم سيأتي رئيس يتبع نفس سياسات النظام السابق أم أنه سيكون «معتدلاً» نسبياً في مواقفه حيال إسرائيل؟
في إطار هذه التغطية الإسرائيلية، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مقالاً مطولاً للمحلل الإسرائيلي «روعي قيس» تحت عنوان «من أفضل رئيس لإسرائيل بين مرشحي الرئاسة المصرية؟»، أكدت فيه أن الانتخابات اجترت أحاسيس غريبة لأرض النيل في ظل أول انتخابات رئاسية كل السيناريوهات فيها واردة، مشيرة إلى أن «عمرو موسى» هو الرئيس الأفضل للسلام بين مصر وإسرائيل بسبب خبرته السياسية الطويلة.. وأضاف الكاتب أن المصريين مطالبون يوم الأربعاء القادم بتحقيق أهداف الثورة عن طريق صناديق الاقتراع والاختيار بين مرشحين وعدوا بالكثير، بما في ذلك على الجبهة الإسرائيلية- الفلسطينية..
ولفت الكاتب الانتباه الى أن يوم 7 سبتمبر 2005 كان يوماً تاريخياً في مصر حيث سطر التاريخ المرة الأولى التي يشارك فيها مواطنو مصر في انتخابات رئاسية مباشرة، والتي فاز فيها الرئيس السابق «حسني مبارك» بأغلبية 88% من الأصوات، مشيراً إلى أن مصر بعد سبع سنوات من هذا التاريخ بصدد أول انتخابات ديمقراطية لن يحقق فيها أي مرشح هذه النسبة الكبيرة التي حققها «مبارك» في 2005.
وتوقع الكاتب أن تشهد الجولة الثانية منافسة شرسة بين «عمرو موسى»، الأمين العام السابق للجامعة العربية، و»عبد المنعم أبي الفتوح» المرشح الإسلامي المستبعد من صفوف الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أن المناظرة التليفزيونية الأولى في مصر التي جرت بينهما لم تكن من قبيل العبث، إلا أن الكاتب «يورام ميتال»، الخبير في الشؤون المصرية بجامعة «بن غوريون»، أضاف إلى «موسى» و»أبي الفتوح» اثنين آخرين من مرشحي الرئاسة وهما «أحمد شفيق»، رئيس وزراء مصر الأسبق، ومرشح الإخوان المسلمين «محمد مرسى»، معتبرا أن المرشحين الأربعة سيحظون بأغلب الفرص..
وفي ما يتعلق بالمرشح المفضل بالنسبة لإسرائيل، قال ميتال إن «موسى» و«أبا الفتوح» لديهما آراء متعارضة تماماً، فالأول يعتبر إسرائيل خصما يجب التعامل معه على الصعيد الدبلوماسي والسياسي وآراؤه ضد إسرائيل حادة جداً، فيما يعتبر «أبو الفتوح» إسرائيل عدواً، مشيراً إلى أن «موسى» هو الأفضل لأنه رغم رغبته في الدخول في صراع سياسي مع إسرائيل إلا أن الاتفاقات مع مصر لن تتأثر، في حين أن مواقف «أبي الفتوح» أكثر تشدداً وآراؤه حربية، وبالتالي هناك شك في صمود الاتفاقات معه..
وتابع «ميتال» أن قادة تل ابيب يدركون أن مصر تحت قيادة «موسى» ستمثل تحدياً كبيراً، لكنه تحدٍ يمكن التعاطي معه، في مقابل مواقف «أبي الفتوح» التي تصعب إمكانية الحوار معه..
وأشار «ميتال» إلى أنه طالما لم يتم بلورة دستور في مصر، سينتخب مواطنو مصر رئيساً لا أحد يعرف صلاحياته الكاملة أمام السلطات الأخرى التشريعية والقضائية، مشيراً إلى أن مصر نما فيها الآن العديد من مراكز القوة مثل البرلمان والجيش وشباب الثورة والنخبة الاقتصادية وكل منهم يريد النفوذ، متوقعاً أن يستمر الصراع بين تلك القوى لسنوات طويلة حتى بعد انتخاب الرئيس.