شهدت القصرين الأحد الماضي انتظام تجمع شعبي كانت دعت إليه مجموعة من المواطنين أطلقوا على أنفسهم «أحرار القصرين» ردا على عمليات الاحتقان التي شهدتها المدينة الفترة الأخيرة وردا عما تشهده الجهة من تعطيل لتفعيل برامج التنمية التي أقرتها الحكومة. الاجتماع العام حضره جمع غفير من مختلف شرائح المجتمع وعدد محترم أيضا من وسائل الإعلام علاوة على ممثلين لبعض الأحزاب على غرار التيار الإصلاحي في شخص الأستاذ الناجي الغرسلي والمؤتمر من أجل الجمهورية (شق المرزوقي) في شخص عمارة الفارحي الكاتب العام الجهوي والنهضة في شخص النائب وليد البناني وبعض المستقلين .
«الشروق» كعادتها كانت حاضرة في هذا التجمع الغفير الذي رفعت فيه شعارات تندد بالإضرابات والاعتصامات العشوائية وتدعو إلى التهدئة والوحدة من أجل مصلحة الجهة بعيدا عن التجاذبات السياسية على غرار «لا تنمية دون استثمار ولا استثمار دون استقرار ولا استقرار دون أمن » و«لا إضراب ولا عروشية القصرين ليك وليّ» و«القصرين القصرين نحبونكونوا آمنين» و«البناء البناء للقصرين الشهداء» و«إتحاد إتحاد ضد الفوضى والفساد» وتحدث العديد عن محاولة البعض تعطيل مسار التنمية في القصرين ودعوا إلى ضرورة الانتباه إلى ذلك والتصدي لأعداء الجهة ، «الشروق» تحدثت إلى بعض الحاضرين على غرار السيد لطفي الهرماسي معلم وعضومكتب جهوي لحركة النهضة الذي حضر لمساندة هذا التجمع حيث صرح قائلا : «نحن هنا نساند هذه التحركات لأن القصرين لم تعد تحتمل التجاذبات السياسية والمزايدات لا سيما من قبل المعارضة على حد تعبيره وهويرحب بمعارضة في خدمة مصلحة البلاد والقصرين عبر عن استيائه مما تشهده الولاية من قطع للطرقات واضرابات عشوائية الغاية منها حسب رأيه تعطيل الحكومة على تنفيذ برامجها خاصة وأن القصرين حظيت بمشاريع هامة والمطلوب فقط توفير الأجواء الملائمة لتفعيلها ودعا الى نشر المحبة بين أبناء القصرين دون اعتبارات سياسية وهوما جاراه فيه الشاب رياض منصوري الذي دعا إلى توفير مناخ ملائم لاستقطاب الاستثمار الوطني والأجنبي والنهوض بالقصرين وهذا لن يكون الا بالابتعاد عن التشنج وإعطاء فرصة للحكومة لتفعيل برامجها ثم نحاسبها فيما بعد ، في هذا التجمع وجدنا عمارة فارحي الكاتب العام الجهوي عن المؤتمر من أجل الجمهورية شق المنصف المرزوقي سألناه عن رأيه في هذا التجمع فلاحظ أنها حركة نبيلة جدا تخدم مصلحة الجهة قبل كل شيء لأن الأهالي يريدون تحقيق المشاريع التي أقرت للجهة ولكن الاضرابات والاعتصامات العشوائية حالت دون تحقيق ذلك والمطلوب ترك الفرصة لانجازها ثم تقييمها، النائب وليد البناني كان حاضرا في ساحة الشهداء التي احتضنت الاجتماع العام باعتباره نائبا عن أهالي القصرين لاحظ أنه جاء خصيصا لهذا التجمع لمساندة من دعوا إليه لأنه يخدم القصرين باعتبار أن المشاريع موجودة ولكنها تنتظر فقط توفير الأجواء المناسبة والمناخ الملائم ووجه تحية شكر إلى أهالي القصرين الغيورين عن جهتهم.
لا للعروشية...لا لقطع الطريق
وفي الأثناء أصدر المجتمعون بيانا يحمل عنوان «لا للعروشية ولا لقطع الطريق» ثم جابت مسيرة شوارع المدينة الرئيسية رافعة نفس الشعارات كما عبر السيد القاسمي عن اتحاد عمال تونس في مكالمة هاتفية عن عدم استعداده للدخول في إضرابات عامة في الوقت الحالي لأنها لا تخدم مصلحة الجهة وقد حضر عن المعارضة أيضا النائب الناجي الغرسلي عن التيار الإصلاحي المنشق عن الحزب الديمقراطي التقدمي وألقى كلمة جاء فيها أنه ليست كل المعارضة هدامة بل هناك معارضة بناءة على غرار حزبه وتقف إلى جانب الحكومة في تنفيذ البرامج خدمة للجهة ولكن ذلك لا يعني ورقة عبور للحكومة بل لا بد من مراقبتها ومحاسبتها إن لم تف بوعودها ودائما في صالح الجهة .