رغم التطور السياحي وما له من تأثيرات على سلوك المواطنين وعلى مدى تشبثهم بموروثهم التراثي والحضاري فقد بقيت مدينة الحمامات وفية للعديد من العادات والتقاليد التي تميزها عن عديد المناطق ومنها اعداد أكلة «كسكسي مايو» كل سنة في منتصف شهر ماي الذي يتزامن مع شهر التراث.
هذه العادة التي لا تزال موجودة داخل أغلب البيوت في الحمامات وعنها تقول الأم زينب (80 سنة): «لقد اكتسبنا هذه العادة عن آبائنا واجدادنا ولم نتخل عنها إلى اليوم فطبخ «كسكسي مايو» لا يتغير موعده كبقية المناسبات الدينية مثل رأس السنة الهجرية والمولد النبوي الشريف والاعياد المرتبطة بالأشهر القمرية لأن هذه العادة مرتبطة اساسا باستقبال موسم حصاد الحبوب والنعمة والخير». وتضيف: «نسمي كسكسي مايو ايضا بالكسكسي الأبيض نظرا لعدم استعمال الطماطم والهريسة وهو يتكون أساسا من اللحم والماء والزيت وقليل من البصل والتوابل المتمثلة في الزعفران والشوش والفلفل الأكحل، كما يقع اعداد البيض واللوز المقشر الأبيض والزبيب (العنب الجاف) والحمص للتزيين إضافة إلى الحلوى التي يستعملها خاصة الاطفال الذين كانوا يتجمعون سابقا خارج البيوت للتعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة».وقد جرت العادة في الحمامات أن يطبخ الكسكسي الأبيض كذلك في حفل الزفاف من قبل اهل العروس عندما تقع دعوة الأقارب والجيران والأحباب لما يسمى ب «قصعة الحلال» وكذلك في يوم الفرق بالنسبة لاهل كل ميت، ولكن نظرا لما تكلفه هذه الأكلة من عناء لأهل الميت خاصة فقد شهدت تراجعا خلال السنوات الأخيرة. كسكسي مايو العائلي المتميز بلذته وقيمته الغذائية سيبقى من العادات المحمودة لاهالي الحمامات كما يمكن كذلك التعريف به وإضافته إلى العديد من الاكلات التقليدية التونسية التي يطلبها السياح الاجانب وحتى التونسيون الذين لا يعرف الكثير منهم هذه النوعية الخاصة من الكسكسي.