في الوقت الذي تسير فيه الاستعدادات لاستقبال موسم الحصاد على قدم وساق وتأمين كل الظروف لانجاحه تنامى هاجس القلق عند الفلاحين بسبب ما يعقب عملية الحصاد من مصاريف طائلة تثقل كاهل الفلاح وتقلّل من فرصه في استرجاع مصاريفه. هاجس القلق هذا كانت له عدة أسباب لمستها «الشروق» في جولة بين الحقول الحبلى وفي عدة مناطق من جهة جندوبة وهو قلق أجمع الفلاحون على أنه يزيد من حجم المعاناة وتراكم الصعوبات .
أكبر ما يشغل بال الفلاح هو ارتفاع معاليم الحصاد والتي بدأت منذ أسابيع من خلال جمع صابة القرط والشعير «المرمز» ذلك أن أجرة القص بلغت 40 دينارا لهكتار القرط ومثلها للجمع أما معلوم ربط القش فبلغ 800 مليم، وهو نفس الاجراء الذي سيقع اعتماده خلال انطلاق حصاد القمح وهي معاليم يقول عنها الفلاح منصف ناصري ( وادي مليز ) بأنها مرتفعة وتقلص من حجم الربح ويشاطره الرأي الفلاح عبد الله الحرزي (غار الدماء) حين أكد على أهمية مراجعة هذه المعاليم التي ترهق الفلاح وتزيد في همومه وشواغله هذا دون أن ننسى ارتفاع تكلفة نقل المنتوج نحو المنزل ومنه الى المجامع ودواوين الحبوب .
المعاليم المعتمدة من طرف أصحاب الآلات بمختلف أنواعها من حاصدات ودارسات وجامعات قال عنها السيد كمال خليلي ( صاحب آلة حصاد وجرار ربط القش والقرط ) بأنها معاليم مناسبة قياسا مع ما يتبع العملية من مصاريف بدءا بالبنزين وصولا الى «تل الربط» والزيوت وينضاف لكل هذا أجرة العمال وهو نفس الشيء الذي أكده زميله نبيل بن غريب حين اعتبر أن حيز الربح لمالكي هذه الوسائل هو ضيق بحكم كثرة المصاريف المتعلقة بالآلات والعمال والتأمين . تواضع سعر البيع
بالاضافة لهاجس ارتفاع معاليم الحصاد وجمع الصابة وما تسببه من قلق للفلاح حين يقف عاجزا عن توفيرها فان القلق الآخر الذي أكده عدد من الفلاحين على غرار علي الخزري ( جندوبة الشمالية ) فان سعر قبول القمح بالمجمعات والدواوين يبقى متواضعا ولا يفي بالتطلعات ذلك أن سعر القنطار يتراوح بين 25 دينارا و35 دينارا وهو سعر حتى في حالاته القصوى لا يحقق التوازن المادي للفلاح وهو ما أكده الفلاح عمر المعروفي ( جندوبة الجنوبية ) حين اعتبر ما تكبده الفلاح من مصاريف على مدار السنة بدءا بالحراثة وسعرها المرتفع مرورا بالبذر وغلاء سعر القنطار من البذور الذي بلغ 70 دينارا اضافة لارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية وصولا لمصاريف الحصاد وبعملية حسابية فان السعر المحدد للقبول هو خسارة للفلاح ويقل عن المصاريف على مدار الموسم . التهديد بالتصعيد
عدد من الفلاحين أكدوا قبولهم بهذا الوضع ما دامت الحلول مفقودة وفريق ثان أكد أن الحل يكمن أولا في التخفيض في الأسعار المتعلقة بكامل مراحل الموسم الفلاحي من بذور وأسمدة وأدوية ومصاريف حصاد وتجميع وكذلك الترفيع في سعر القبول والبيع أما الفريق الثالث فأكد أن الحل يتمثل في الامتناع عن بيع الصابة الى حين الاقرار بتدخلات تضمن للفلاح حقوقه المادية بطريقة ترضي الجميع وفي مقدمتها الترفيع في سعر البيع ليصبح يتطابق مع التطلعات ويحقق توازنا ماليا .