اعتبرت لندن أمس أن أمام سوريا خيارين اثنين , إما السقوط في الحرب الاهلية وإما تطبيق خطة عنان القادرة على تسوية الأزمة في البلاد فيما دعت موسكو الغرب إلى وقف العمل على إسقاط النظام السوري . قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الخيار القائم اليوم أمام سوريا كامن في اصطفاء طريق بين مسارين , فإما تطبيق خطة كوفي عنان بنقاطها الست وإما الانزلاق في حرب أهلية.
لا بديل عن «عنان»
وشدد هيغ في ختام مشاوراته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على عدم وجود بديل لخطة عنان مشيرا إلى ضرورة أن يلتقي الأخير بكافة الأطراف السورية بما فيها النظام .
وأكد الوزير البريطاني ان بلاده ستواصل التعاون مع روسيا لتنفيذ خطة عنان، مضيفا انه بات من الضروري أن يغير النظام السوري أسلوب تعامله مع الأزمة من أجل إنقاذ سوريا.
بدوره , اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الطرفين – الجيش النظامي والمعارضة المسلحة ضالعان في المجزرة التي راح ضحيتها 108 قتلى على الاقل في «الحولة» وسط سوريا .
وقال لافروف : نحن في وضع يبدو أن الطرفين شاركا فيه مشيرا إلى وجود آثار إطلاق نار عن مسافة قريبة على الجثث إلى جانب الإصابات بالقصف المدفعي . وجدد التأكيد على أن بلاده لا تدعم النظام السوري وإنما تؤيد فقط خطة كوفي عنان داعيا القوى الغربية إلى وقف جهود إسقاط النظام السوري .
لقاء مع الأسد
في هذه الاثناء , وصل المبعوث العربي الأممي كوفي عنان أمس إلى دمشق في زيارة جد مهمة سيما وأنها تتنزل في سياق استحقاقات محلية وإقليمية ودولية تعيشها سوريا والمنطقة برمتها .
وقال عنان في تصريح مقتضب عقب وصوله إلى العاصمة السورية دمشق : سأطرح خلال لقائي مع الرئيس السوري بشار الأسد – اليوم الثلاثاء – وباقي الاطراف موضوع بدء الحوار السياسي وسأحث السلطات السورية على تأكيد مصداقيتها .. لقد ذهلت من روع وهول الجريمة من مدينة «الحولة» التي ذهب ضحيتها العشرات من السوريين الابرياء بينهم أكثر من ثلاثين طفلا ومئات الجرحى .
وتابع عنان الذي من المقرر أن يعقد لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين وأطياف من المعارضة السورية في الداخل - : أعرف أن الحكومة السورية شكلت لجنة تحقيق في هذه المجزرة ولكن يجب إرسال الأشخاص المسؤولين إلى العدالة .
116 قتيلا وفي ذات السياق , أعلن مركز الأخبار التابع للأمم المتحدة مساء أمس أن عدد القتلى في قرية «الحولة» السورية بلغ، حسب نتائج التحقيق الأخيرة، 116 شخصا، بعد ان كانت الحصيلة السابقة 108 أشخاص.
وجاء في خبر نشره المركز أن ملابسات مقتل المدنيين مازالت غير واضحة، حتى بعد أن تمكن المراقبون الدوليون من فحص جثث القتلى. وتابع المركز ان المراقبين أكدوا تعرض القرية لقصف بالمدفعية والدبابات.
من جانب آخر، أشار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن فريق المراقبين الدوليين في سوريا يتعرض لانتقادات متزايدة بعد تصعيد الوضع في البلاد. وذكر بان كي مون في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي، أن المراقبين في سوريا يواجهون اتهامات بأنهم عاجزون عن وقف العنف في البلاد، وفي بعض الحيان تصل الاتهامات إلى حد تحميلهم مسؤولية ارتفاع مستويات العنف.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، ان هناك تصورا خاطئا للدور الذي يلعبه المراقبون، مضيفا أن هذا يضع عراقيل أمام عمل المراقبين بالإضافة إلى خلق مزيد من المخاطر التي تهدد سلامتهم الشخصية.