بشكل تلازمي في التوقيت والموضوع, أكدت واشنطن وتل أبيب ترجيحها للخيار العسكري حيال طهران حيث كشفت الاولى عن إعدادها خططا لتوجيه ضربة لإيران فيما هددت الثانية بالقيام بعمل منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية. أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أن بلاده أعدت خططا لتوجيه ضربة عسكرية لإيران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية لثنيها عن مسارها الحالي.
مفاوضات على وقع التهديدات
وقال بانيتا في سؤال لقناة «اي بي سي نيوز» تعليقا على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير الأمريكي في إسرائيل دانيال شابيرو إن الولاياتالمتحدة أكملت استعداداتها لتوجيه ضربة محتملة إلى إيران، على الرغم من المفاوضات التي تجريها مع طهران في إطار السداسية حول البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف بانيتا :»سيكون من الأفضل حل المشكلة بالسبل الدبلوماسية واستخدام الضغط بدلا من القوة العسكرية»، مشيرا إلى أن الخيار العسكري يبقى مطروحا على الطاولة، وأنه تم الانتهاء من وضع الخطط اللازمة لضمان أن تكون جاهزة. وأكد مجددا أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بوجود إيران نووية، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح لطهران بتطوير أي سلاح نووي.
عمل منفرد
بدوره، هدد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن تل ابيب ستقوم بعمل منفرد ضد إيران من أجل وقف تطوير برنامجها النووي. ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية أمس الاثنين عن نتنياهو قوله: «إنني افضل أن يقوم الأمريكيون بهذا العمل، لكن إذا اتضح لنا أنه لا توجد نتائج للجهد الدولي فإنه لا مفر من «عمل المطلوب» من جانبنا، لأنني ملتزم بالدفاع عن الشعب اليهودي وسكان دولة إسرائيل». حسب زعمه . وجاءت أقوال نتنياهو خلال اجتماع مغلق يوم الجمعة الفارط شارك فيه مسؤولون كبار بالمؤسستين الأمنية والاقتصادية في إسرائيل.
ونسبت الصحيفة إلى قسم من المشاركين بالاجتماع قولهم للصحيفة إن نتنياهو شكك بقدرة الولاياتالمتحدة ومندوبي الدول العظمى بالتوصل إلى اتفاق مع إيران يستجيب لمطالب إسرائيل، وذلك على أثر الاقتراح الذي تم التباحث فيه بين الأطراف خلال محادثات بغداد، الأسبوع الماضي، ويسمح لإيران أن تبقي بحوزتها يورانيوم مخصب بنسب منخفضة.
ورفض نتنياهو هذا الاقتراح جملة وتفصيلا وقال إن «على إيران أن تسلم الدول العظمى كل كميات اليورانيوم المخصب الموجود لديها من أجل منع الوصول إلى وضع يكون فيه بحوزة إيران الكمية اللازمة لصنع القنبلة النووية الأولى».
كسب الوقت
وفي ذات الموضوع، نقلت جريدة «هآرتس» الصهيونية عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه «لا يوجد خلاف حول أن إيران تشكل تهديدا على «السلم العالمي» ويجب منعها من الحصول على سلاح نووي، لكن توجد فجوة بكل ما يتعلق بالمطالب غير الكافية التي وضعتها الدول العظمى أمام إيران خلال محادثات بغداد، والتي لا تستجيب لمطالب إسرائيل». حسب قوله .
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن «الإيرانيين جاؤوا إلى المحادثات في بغداد من أجل كسب الوقت ونحن نقول ذلك من خلال معرفة وليس من خلال التقدير فقط». وتابع أن «الإيرانيين لم يعطوا شيئاً حتى الآن ولم يتنازلوا عن شيء لكنهم كسبوا 8 أسابيع لمواصلة برنامجهم النووي».