نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير منذ أيام في قضية محاولة قتل نفس بشرية تورط فيها شاب لم يجد ما يبرر به فعلته التي اعترف بها أمام هيئة المحكمة سوى حالة السكر التي كان عليها واستفزاز المتضرر له. وقد جدت أطوار هذه القضية يوم عيد الاضحى الفارط بإحدى مدن ولاية المهدية ففي المساء قرر المتهم وهو شاب في العشرين من عمره الاحتفال بهذه المناسبة على طريقته فتحول على دراجته النارية لاحضار بعض الخمرة ثم طلب من صديق له مشاركته جلسته الخمرية التي يعتزم اقامتها بين أحضان الطبيعة في ضيعة فلاحية. التقى الصديقان الحميمان في الموعد الذي اتفقا عليه وأحضر كل واحد منهما شيئا من لحم الخروف والغلال والخمرة، وجمعا بعض الحطب أوقدا فيه النار وجعلا يشويان اللحم ويشربان الخمرة ويخوضان في أحاديث مختلفة. كان كل شيء يمضي على أحسن ما يرام والصديقان يستمتعان بجلستهما في منتهي الهدوء والانسجام، وصادف ان مرّ شاب من المكان فحيّاهما وتوقف قليلا يتجاذب معهما أطراف الحديث فدعواه الى ان يشاركهما جلستهما فوافق ثم انضم اليهما بعد ان أحضر من منزله بعض الاكل والغلال وقد شاءت الاقدار ان يكون هذا الشاب شاهدا على جريمة الحال. فقد أفرط الجميع في السكر ونشب بين الشابين الاولين خلاف تافه حول توزيع اللحم المشوي على الندامى سرعان ما تورط الى تبادل الشتم والسبّ ثم الى التشابك بالأيدي وبدا واضحا ان الغضب قد بلغ حدّه ورغم أنّ الضيف سعى الى تهدئة الخواطر فان الصفعة التي تلقاها المتهم من خصمه جعلته يغتاظ فالتقط السكين التي احضرها لقطع اللحم وسدّد بها طعنة استقرّت في الجنب الايسر لصديقه عندها احسّ الضحية بألم شديد وانهار مغشيا عليه. وأحسّ المتهم بخطورة ما أقدم عليه وأصابه الذعر والندم فأسرع الى منزل شقيقه يطلب منه اسعاف المتضرر بحمله على متن شاحنته الى أحد المستشفيات وقد هبّ الشقيق مسرعا الى نجدة المصاب فنقله الى المستشفى حيث احتفظ به الاطار الطبي لفترة وتم انقاذه من موت محقق وانطلقت الابحاث التي انتهت باحالة المتهم على المحاكمة وقد مثل مؤخرا أمام المحكمة حيث اعترف بما نسب اليه وبرّره بحالة السكر التي كان عليها وبدفاعه عن نفسه امام تهجّم المتضرر عليه، أمّا الطبيب الشرعي فقد كشف ان الاصابة خلّفت للمتضرر سقوطا قدّر ب14 في المائة، وفي النهاية قرّرت المحكمة تأجيل البتّ في القضية الى موعد لاحق.