عاد آلاف المصريين الى التظاهر وتعود «المليونيات» بعد غد الى ميدان التحرير احتجاجا على المحاباة الاستثنائية التي يحظى بها الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك والذي يواجه 35 بلاغ فساد وقضية دستورية يفترض ان تؤدي الى ابطال ترشحه أصلا. أثارت النتائج الرسمية والنهائية للانتخابات الرئاسية غضب آلاف المصريين في عدة مدن وتركز الغضب بالخصوص في الأوساط الشبابية والأوساط الموالية للمرشح الناصري حمدين صباحي الذي حل ثالثا بعد مرشح الاخوان محمد مرسي والفريق احمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك (ويخوض الاثنان انتخابات الاعادة يومي 16 و17 جوان.
مليونية... وسبت القصاص
وأكد السياسيون والناشطون والمحللون المحتجون... انهم يرفضون تحرك أجهزة الدولة بسرعة باعتبار ان جهاز القضاء الاداري يصر على أخذ كامل وقته والتحرك على مهله في قضية «قانون العزل» ومدى دستورية قرارات اتخذها القائم بأعمال رئيس الدولة المشير طنطاوي بحق مسؤولي نظام مبارك لحرمانهم من الترشح لانتخابات الرئاسة.
وأوضحت مصادر في حملة المرشح الناصري حمدين صباحي أن القضاء المصري أجل الى الأسبوع الثاني من جوان البت في اتهامات موجهة للفريق أحمد شفيق بالتفويت لنجلي الرئيس السابق في عقارات بأسعار رمزية.. وقال خبراء ان الطريقة المزدوجة التي تتصرف بها الاجهزة الرسمية هي التي أثارت غضب العديد من المصريين وخصوصا خوفهم من العودة الى التزوير وفي عودة نظام مبارك.
ونقلت وسائل اعلام مصرية عن خبراء قولهم ان ردود الفعل الغاضبة متوقعة وان بعضها قد يصل الى حد العنف وهو ما تجلى الليلة قبل الماضية بعد احراق مقر حملة الفريق احمد شفيق. وقالت صحيفة الاهرام ان الناشطين المصريين دعوا رسميا الى مسيرة مليونية بعد غد الجمعة أطلقوا عليها اسم «مليونية عزل شفيق» ويعتزمون تنظيم تظاهرة أخرى يوم السبت أطلقوا عليها اسم سبت القصاص.
وتتزامن التظاهرتان الى حد ما مع الموعد المحتمل للاعلان عن الحكم في القضيتين المرفوعتين ضد الرئيس المخلوع حسني مبارك. ويفترض ان يتم التصريح بالحكم في بداية جوان أي السبت أو الاحد (الجمعة عطلة في مصر) أو خلال الأسبوع القادم. وكان المئات من أنصار المرشح الناصري حمدين صباحي تظاهروا في عدة مدن داعين «زعيمهم» الى العودة الى ميدان التحرير ورافعين عدة شعارات مضادة للاخوان المسلمين والمجلس العسكري منها بالخصوص «اثنين مالهومشي أمان... العسكر والاخوان».
قلق وخوف
وفي قراءة أخرى لنتائج الانتخابات الرئاسية في دورها الأول لاحظ النائب عصام سلطان في حزب الوسط ان مرشح الاخوان محمد مرسي حصل على نصف أصوات الناخبين التي سبق ان حازها الاخوان في انتخابات مجلس الشعب.
وحذر النائب من تواصل تراجع التأييد للإخوان في الدور الثاني في الانتخابات بسبب الآداء السيء والتصريحات والممارسات العشوائية والاستعلائية لرموز الجماعة. واعتبر النائب المصري ان «العشرة ملايين ناخب الذين صوتوا لأبو الفتوح وحمدين صباحي تحتاج الى من يفتح لها قلبه وعقله ليجذبهم بخطاب راشد ولغة مهذبة وألفاظ محترمة. وكان الكاتب والروائي المصري علاء الأسواني أقل «رومنسية» حين اعتبر أن «مرسي سيخسر الانتخابات» قائلا ان رفض الطعون ضد الفريق احمد شفيق يدل على أنهم سيدفعون به للرئاسة بالتزوير. ولاحظ الاسواني قائلا: هل يوجد مرشح رئاسي في الدنيا مقدم ضده 35 بلاغ فساد ومفروض عزله بقانون تم تعطيله فهل سيتم التحقيق معه وهو رئيس وماذا لو صدر ضده حكم بالسجن؟»