أصبحت شبه متأكدة من أن مشكلتنا في بلادنا هي «الكاستينغ»، والأمر هنا يتعلق بأغلب القطاعات وليس الرياضة فقط، لكنني سأكتفي بالحديث عما أشاهده أسبوعيا في ملاعبنا.
«يا أخي» لا أعرف لماذا تزداد جرعة الاكتئاب لدي كلما شاهدت مباراة أوروبية، ثم تكون الصدمة «الحضارية»، ولا يتعلق الأمر هنا بما يحصل على أرضية الميدان لأن ذلك حسم أمره وتم تصنيفه في سلم «الخيوبية» بدرجة تفوق تصنيف تونس البنكي سوءا، ولكن بما يشنّف الآذان ويعمي الابصار في المدارج أسبوعيا. المسألة هنا تتجاوز خطورتها الذوق العام والجانب الاخلاقي، فعندما تشاهد المنصة الشرفية والمدارج في بطولات أوروبا، يغنيك ذلك عن مشاهدة برامج الأعمال والأناقة والجمال ويصبح اصطياد الصورة التلفزية سهلا حتى على مخرج مبتدئ يراوح بين العيون الزرقاء والعجوز الضاحكة والثري الأنيق بما يلهيك عن رتابة المباريات أحيانا. لكن ما هو متوفر لدينا صراحة يجعلني ألتمس عذرا في بعض الأحيان للصورة «الباهتة» للاخراج التلفزي لكرتنا، ف«الكاستينغ» «فالصو» وخاطئ منذ البداية، ولا أعرف شخصيا مقاييسه لكني متأكد من أنها خارج الذوق العام.
فتلك «الأشكال» و«الرهوط» التي تتمتع بحق الدخول الى الملاعب رغم «الويكلو» لدي قناعة راسخة بأنها منتقاة بصورة متعمدة من مسؤولي الجمعيات لغايات أصبحت تتأكد أسبوعيا.
منطق «الغورة» و«الترهيب» و«افتكاك» النتائج بعيدا عن الكرة أصبح ملاذا لعديد الجمعيات، والتي أدركت أن ذلك يتم بانتقاء المدعويين حسب اختصاصات العنف اللفظي والمادي التي يمتلكونها ولا علاقة لها باختيارات أخرى رغم احترامنا البعض. المسألة هنا فيها نوايا مبيتة منذ البداية تبرر ما يحصل من مشاكل و«غزوات» خلال المباريات وبعدها، وأصبح منطق «الميليشيات» طاغ على تحديد نتيجة هنا أو هناك. والأخطر في المسألة هنا هو توفر عنصر الاصرار والترصد لأن هذه المخلوقات «الزمقتالية» (مع احترامنا لرياضة الشيخ «الورغي») أصبح وجودها أسبوعيا رغم أن آلاف الاحباء يتمنون الحضور ولو لمباراة واحدة، وأسبوعيا يتكرر السيناريو الذي يكونون أبطاله في ترويع المنافس والحكم وقيادة الاعتصامات والاحتجاجات والاقتحامات فقط لأن السيد «المسهول» أدرك أن «الكورة» خاطية، واختار «الغورة»... على حال نبارك في هذه الظاهرة المساهمة في القضاء على بطالة بعض ممن تلطخت بطاقتهم عدد 3 «بكاش» أسبوعي محترم من أموال رئيس النادي شخصيا، اضافة الى تأكيد لواقع اجتماعي سائد أصبح يحكمه المنحرفون، ولتتفرد كرتنا بامتياز عن البقية باختراعها لرياضة «الغوربال» (جمع بين الغورة والفوتبال») يحكمها الخلافي والموازي... ا& «لا تربحك» يا «بن علي»: «أنا شخصيا إذا كان هناك شيئا أريد أن أحاكم عليه «المخلوع» هو عندما قال « لقد بلغ مجتمعنا درجة من الوعي» لأن النتائج ظاهرة للعيان «حاشى» بعض العقلاء ولا حول ولا قوة الا با&.