حذرت عديد الدول الأوروبية منها كنداوألمانيا وبلجيكا وسويسرا رعاياها بعدم زيارة تونس أو قضاء الإجازة بها موجهة بذلك ضربة موجعة للسياحة التونسية التي أوشكت على التعافي وكادت أن تخرج من ركودها.
وتم نشر هذه الدعوة والتحذير في مواقعها الإلكترونية الرسمية التابعة لوزارات الخارجية وجاء تحذيرهم على إثر أحداث العنف التي شهدتها بلادنا مؤخرا وكثرة الإضرابات والاعتصامات وعدم الإستقرر السياسي والأمني وبروز «فوبيا» السلفيين وأخبار عن تفجيرات منتظرة لاسيما خلال شهر رمضان. وذكرت مصادر رسمية أن التحذير من زيارة تونس يعتبر ضربة قوية للسياحة بعد انتعاشة وعودة للنشاط إذ بلغت إلى حدود 20 ماي الجاري مليون و 700 ألف سائح أي بنسبة زيادة قدرها 59 ٪ مقارنة لسنة 2012.
وقالت : «نفس المصادر أن الوزارة تلقت تطمينات كبيرة للقيام بحجوزات من ألمانياوفرنسا وأروبا لكن حدث مالم يكن في الحسبان. وتحرص الوزارة على تنظيم حملات للترويج للسياحة التونسية إحداها انطلقت يوم 25 ماي موجهة للعاملين بالخارج وأخرى سوف تنطلق في جوان موجهة للجزائريين.
ذكر السيد منير بن ميلاد خبير عالمي في السياحة وأحد الرؤساء الشرفيين لجامعة النزل أن الموسم السياحي شهد انطلاقة واعدة في ثلاثة أسواق وهي السوق الانقليزية والألمانية والروسية ثم تحوّلت الى بعض الأسواق الأخرى كالأسواق الاسكندنافية رغم عدم توفّر النقل الجوي ثم أسواق أوروبا الشرقية. وذكر أن الأسواق التقليدية على غرار إسبانيا وإيطاليا لم تشهد نفس الانتعاشة وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية للبلدين أما فرنسا فكانت مهتمة بشأنها الداخلي على غرار الانتخابات التي أدّت الى تأخر الحجوزات.
وأضاف أنه حاليا تغيّرت المعطيات بعدما كتب على المواقع الالكترونية للدول الأوروبية على إثر ما حدث في تونس بصورة عامة كعدم استقرار الوضع السياسي والأمني في تونس حتى أن الأمن أضحى يطالب بالأمن.
وأوضح ان التوصيات التي صدرت على بعض البلدان تنصح فيها رعاياها بعدم زيارة تونس ضربة قوية للسياحة التونسية لأن السائح يريد الطمأنينة أكثر من الأمن. وعرّج على أن المهنيين متخوّفون من الانعكاسات الرديئة على الموسم السياحي صيفا خاصة بعد ان نشرت بعض وسائل الاعلام أن الصيف سيكون دمويا هذا العام باعتبار تزامنه مع شهر رمضان.
وأشار الى أن مداخيل القطاع يمثل 7٪ من الناتج المحلي الخام وتردي اوضاعه سوف يكون لها انعكاس سلبي على الاقتصاد عموما. وقال «حتى السياحة المغاربية لم تسلم من التأثيرات حيث نشرت بعض الصحف الجزائرية خبرا مفاده أن الاسلاميين في تونس سيتحولون الى ارهابيين أما الاشقاء في ليبيا ورغم أنهم يزورون تونس الا أن وضع بلدهم أيضا حساس في هذه الفترة.
وحول السياحة الداخلية ذكر أن التونسي اليوم يتحكم فيه عاملان الأول «فوبيا» السلفيين والثاني غلاء المعيشة وضعف قدرته الشرائية. وختم بضرورة التفكير في عودة الأمن الى البلاد لتعود الطمأنينة الى السائح خاصة الألماني الذي تصالح مع السياحة التونسية.
وعي شعب
أكد محمد يزيد مرشد سياحي محترف أن السياح الذين زاروا تونس والذي كان له شرف التجول معهم عبر عديد المناطق الداخلية لم ينزعجوا من الاعتصامات ولا المظاهرات بل على العكس قال: «يوم 9 أفريل كنت مع مجموعة من السياح الذين شاهدوا المظاهرات عن قرب واعتبروها ناتجة عن وعي الشعب بضرورة تغيير الأوضاع ومقاومة الفساد».
وذكر أن السلفيين تم تهويلهم أكثر من اللازم بل على العكس يقولون «اللحي» لا تخيفنا لأننا نراها في بلداننا. وأفاد أنه لا داعي لتهويل الأمور والتفكير في انقاذ الوضع السياحي الذي تدهور بما فيه الكفاية وانعكس ذلك سلبا على جميع من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالقطاع. نزيهة بوسعيدي الخلفاوي