يعاني سكان منطقة «النادي» التابعة لعمادة القرين من معتمدية فوسانة بولاية القصرين, الذين يفوق عددهم 120 عائلة, من عذاب العطش المتواصل الذي استمر على مدى سنوات عديدة, وبالرغم من بعض الحلول التي أقيمت في فترات زمنية متباعدة إلا أنها سقطت كلها. فمنذ 20 سنة, تم حفر بئر سطحية قبالة مستوصف المنطقة, إلا انه نضب مع طول الوقت وضعفت مائدته المائية, ولا تمتلئ هذه البئر إلا في حال نزول المطر, ولكن تبقى مياهه غير صالحة للشرب بشهادة الجهات الصحية. ومنذ قرابة السبع سنوات تم حفر بئر عميقة بمنطقة البرك التي تبعد عن «النادي» حوالي أربعة كيلومترات, وتم مدّ قنوات على طول هذه المسافة إلى وسط المنطقة وتم إنشاء حنفية عمومية, مما استبشر بها كل الأهالي, ولكن في خلال 6 أشهر لا غير, تم قطع هذه المياه من طرف أحد النافذين في الحزب السابق الذي أراد الاستحواذ على كل المياه له فقط, وتم إتلاف اغلب القنوات المائية التي بسطت على مسافات طويلة وبأموال باهظة. ويضطر حاليا أهالي المنطقة إلى شراء صهاريج المياه من منطقة السخيرة التي تبعد عنهم حوالي 15 كلم, ويبلغ ثمن الصهريج الواحد 17 دينارا. يقول سكان النادي, يحلم الآخرون ببناء الفنادق والمسابح ونحن نحلم بقطرة ماء تروي ضمأنا, فهل تحقق لنا الثورة ما يمكننا من الاستمرار في الحياة, فمعاناة العطش والبحث عن الماء لا تضاهيها معاناة.