تتنوع الأنشطة الحرفية بجهة تاجروين لوجود العديد من المواد الأولية كالطين والصوف إلا أنها لم تلق الرواج اللازم بل أصبحت مهددة بالاندثار. مكتب الكاف الشروق:
فالصناعات التقليدية بإمكانها توفير العديد من موارد الرزق القارة للعائلاتلمحدودة الدخل إذا تمت إعادة النظر في كيفية الاستغلال وتشجيع أهل الاختصاص وخاصة من الناحية المادية. وفي هذا السياق تقول السيدة فضيلة الشارني رئيسة جمعية حرفيات تاجروين «للنهوض بالقطاع أقترح شطب ديون الحرفيين وطرح ديون صندوق الضمان الاجتماعي وصياغة آلية جديدة للمكونين وذلك بمدهم بمنحة خاصة لتشجيعهم وتعميم التكوين ليشمل جميع معتمديات الولاية وتبسيط إجراءات الحصول على شهادة الكفاءة المهنية والتصدي للأسواق الموازية لأن الإنتاج الأجنبي الذي اكتسح الأسواق طغى على المنتوج المحلي رغم الفارق الكبير في الجودة ,ولمساعدة المكونين يجب تمكينهم من قروض صغرى ليتمكنوا من تقديم خدمات جيدة من ناحية ويستطيعوا إدماج قليل من اليد العاملة. ولمواكبة تطور القطاع في جميع المجالات لا بد من برمجة أيام تكوينية للاطلاع على آخر الابتكارات.
بدورها ترى السيدة مريم محفوظي حرفية مختصة في المفروشات والستائر أن كل العوائق سببها مادي فقلة الدعم جعل أغلب الحرفيات لا يطورن المنتوج واقتصرن على ما هو موجود فأغلب المواد الأولية وخاصة تلك المتعلقة بالزينة غير متوفر ويتطلب التنقل الى العاصمة وهذا يكلف مصاريف إضافية للحرفي كما أن الآلات التي تساعد على إتقان العمل باهظة الثمن ولا يمكن اقتناؤها ومن الضروري إيجاد صيغة تعود بالفائدة على جميع الأطراف.
وأضافت الآنسة منية حسني المختصة في لوازم المطبخ والحمام :نحن نجد صعوبة في الترويج ولا بد من القيام بمجهودات إضافية للتعريف بالصناعات التقليدية الخاصة بالجهة وذلك من خلال تمكين الحرفيين من المشاركة في المعارض في كامل أنحاء البلاد .أما الآنسة لمياء الشارني الذي يتمثل مشروعها في تقطير الأعشاب الطبية والعطرية فتقول: جهتنا معروفة بغطائها النباتي المتنوع كالزعتر والإكليل ولكن مشكلتي في الترويج وأرجو أن أجد من يساعدني على ذلك كما أني أحلم بتوسعة مشروعي بشراء آلات أكبر.
وبمدينة الدهماني التقينا الشاب محمد الفرشيشي وهو متخرج من المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس(اختصاص نحت)الذي انتصب مؤخرا لحسابه الخاص في اختصاص النقش والتزويق على الرخام بعد أن تحصل على قرض من البنك التونسي للتضامن بقيمة 18 ألف دينار فقال: مثل هذه المشاريع تتطلب تمويلا ضخما ورغم المساعدة التي وجدتها من المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية فإني مازلت خائفا فالمواد الأولية باهظة ولا يمكنني توفير كل ما أحتاجه ولكني متفائل بالمستقبل فأنا طموح وأحلم بتوسعة مشروعي باقتناء آلات رقمية والمشاركة في المعارض الوطنية.