حرفيون: تظاهرة الأيّام التجارية بالمساحات الكبرى جيدة ونرجو تدعيمها تونس-الصباح : يحتضن الفضاء التجاري «جيون» هذه الأيام وتحديدا من 26 ماي إلى غاية 5 جوان تظاهرة الأيام التجارية للصناعات التقليدية بالمساحات الكبرى التي ينفذها الديوان الوطني للصناعات التقليدية للسنة الثانية على التوالي وذلك في سياق تنفيذ الاستراتيجية الجديدة المتبعة من طرف الديوان لبث ثقافة استهلاك المنتوج التقليدي والتشجيع على اقتنائه. تميزت التظاهرة هذه السنة بتوسيع عدد المشاركين مقارنة بالدورة الأولى،حيث بلغ عددهم حوالي 33 حرفيّا ومؤسسة حرفية يمثلون جميع الولايات من بينهم مجموعة هامة من الباعثين الشبان من حاملي الشهادات العليا، في اختصاصات مختلفة على غرار الخزف والتزويق الداخلي والخشب والنسيج والملابس التقليدية... جاؤوا بحثا عن التعريف بمنتوجهم وترويجه لدى المستهلك التونسي لا سيما وأن عنصر الترويج يظل المشغل الأساسي لهؤلاء في ظل ضيق السوق التونسية على استيعاب منتوجهم. هذا ما صرح به أغلب الحرفيين المشاركين في المعرض الذين إلتقتهم «الصباح» على هامش الزيارة التي نظمها الديوان الوطني للصناعات التقليدية عشية أول أمس تزامنا مع زيارة كاتب الدولة لدى وزير التجارة المكلف بالصناعات التقليدية للتظاهرة، كما لم يخف الحرفيون سعادتهم بهذه التظاهرة التي دعوا إلى تدعيمها والعمل على تكثيفها لمساعدة الحرفيين خاصة الصغار منهم والباعثين الجدد على تجاوز مشاكل تسويق المنتوج. الترويج الداخلي والخارجي أشار في هذا السياق السيد عزوز الكاهية متحدثا عن اختصاصه وهو الشاشية أن الترويج الداخلي والخارجي يظل من أبرز الصعوبات التي تواجهها صناعة الشاشية في بلادنا وحين سألناه عن مدى اقبال التونسي اليوم على هذه الصناعة لا سيما الشباب لم يذهب محدثنا إلى وجود قطيعة كلية بين الشباب والشاشية وأكد أن المصالحة موجودة بين التونسي ولباسه التقليدي غير أن قلة المناسبات التي تسمح بارتداء اللباس التقليدي هي التي تجعل الاقبال محدودا على اقتنائه. من جهتها تحدثت حبيبة العرفاوي اختصاصية في صنع الحلي بالعنبر وحاصلة على شهادة تقدير في المسابقة الجهوية للابتكار بسليانة بعنوان السنة الجارية، أنها لا تتمكن من ترويج منتوجها إلا عن طريق التظاهرات والمعارض الكبرى... الأسعار مرة أخرى كلما تطرقنا إلى موضوع الصناعات التقليدية إلا وكانت الأسعار المرتفعة والتي تظل بعيدة عن متناول التونسي هي العنوان الأبرز لموقف التونسي من الصناعات التقليدية والعامل الذي يجعله لا يقتني منتوجات الصناعات التقليدية باستمرار.غير أن الحرفي لا يعتبر أسعاره مرتفعة نظرا لارتفاع أسعار المواد الأولية التي يورد أغلبها من الخارج بالإضافة إلى القيمة الفنية ومستوى الابداع والابتكار الذي يتطلب من الحرفي وقتا وجهدا قد لا يحسن تقييمه الحريف التونسي هذا ما عبرت عنه مفيدة قماطي اختصاصية التزويق الداخلي والرسم على الخشب وهو الموقف ذاته لعبد القادر عون اختصاصي في النجارة تحول من التعامل العادي مع حرفته كنجار إلى مستوى أرقى من الابتكار يعتبر نفسه فيه مبدعا وفنانا أكثر من نجار لذلك فهو لا يعتبر الأسعار مرتفعة مقارنة بالقيمة الفنية للقطعة التي ينتجها. قد تكون الصناعات التقليدية اختيارا للبعض من منطلق الولع بصنعة الأجداد ورغبة في تحسين الأوضاع وهذا ما تحسه وأنت تتحدث لجليلة اختصاصية في صناعة السمار تركت التعليم من أجل «صنعة اليدين» وكذلك آمال التي تخلت عن الوظيفة العمومية وتوجهت للعمل في مجال تقطير الأعشاب وربما الرواج الذي تلاقيه منتوجاتهم هو العامل وراء عدم التذمر من مشكل الترويج خلافا لبقية الحرفيين ... المنافسة غير الشريفة لم يخف بدوره السيد برهان صفية رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية أن المشغل الحقيقي في مجال الصناعات التقليدية هو ترويج المنتوج وخاصة لدى صغار الحرفيين الذين قد لا تتوفر لهم الامكانيات للتسويق في الخارج ...في المقابل تطرق محدثنا إلى موضوع آخر إعتبره أكثر تهديدا لصناعتنا التقليدية وهو موضوع المنافسة غير الشريفة من خلال إقدام البعض على صنع المنتوج في الصين للاستفادة من قلة التكاليف هناك وترويجه في السوق التونسية على أنه صنع في تونس وأكد في هذا السياق رئيس الجامعة الوطنية للصناعات التقليدية على ضرورة فرض مراقبة على المنتوج الاجنبي...