شرعت منذ اسابيع عديد وأغلب الفضائيات ان لم نقل كل الفضائيات التونسية المعروفة في اعادة بث العديد من المسلسلات والسلسلات الهزلية التي لاقت نجاحا منقطع النظير خلال السنين التي خلت والتي تعلق بها الصغار والكبار وشدت اليها الاف المشاهدين. شرعت الوطنية الاولى منذ مدة في بث مسلسل «منامة عروسية» والوطنية الثانية سلسلة «شوفلي حل» وحنبعل مسلسل «نجوم الليل» والتونسية مسلسل «مكتوب» ونسمة سلسلة «نسيبتي العزيزة» ونحن اذ نشد على يد فضائياتنا ونشكرها على تشجيع الانتاج التونسي الذي وكما نعلم يحبه المواطن ويقبل عليه حتى ولو وقع تجميره لعدة مرات لأنه تعلق بنجوم هزلية ودرامية يريد ان يشاهدها ويشاهد اعمالها باستمرار لكن ليس على حساب مصلحة صغارنا ودعوة كبارنا المتكررة والمملة احيانا للصغار بترك جهاز التلفزة والانكباب على مراجعة دروسهم خاصة ان هذه الفترة هي فترة امتحانات والتي بالمناسبة نتمنى فيها النجاح والتوفيق لهم جميعا لأنه بحق هذه الفترة هي اهم فترة تسعد فيها العائلات التونسية وتنسى من خلالها ولو بعض الايام حديث الاعتصامات والاحتجاجات والصراع السياسي داخل منابر التأسيسي وخارجه وتتوحد طلباتهم في هدف واحد ولأول مرة في السنة وهو نجاح أبنائهم وتعوض الزغاريد الصراخ والشعارات المعادية والمساندة لذلك او للآخر والحلويات والمشروبات الغازية والهدايا قنابل «المنوتوف» ودخان حرق العجلات المطاطية ومظاهر العنف هنا وهناك فالأولياء وبسبب هذه الفضائيات هم في صراع دائم مع أبنائهم حول المراجعة لكن من أين يأتي المسكين بالوقت فعند عودته من المدرسة يجد مسلسل كاستينغ وفي الساعة السابعة مجبر على مشاهدة سلسلة «شوفلي حل» وفي الساعة الثامنة ليلا مسلسل الخطاب على الباب ثم مسلسل نجوم الليل وبعدها بقليل حلقة جديدة من مسلسل آخر ليلتفت بعدها الى الساعة الحائطية المعلقة على أحد جدران منزله والتي علقها الأب او الأم على مرمى أعين ابنائه لتقسيم وقت الدراسة وتوزيعه توزيعا جيدا فيجد ان الوقت قد تأخر كثيرا وعليه ان يلتحق بفراشه لكي ينام نعم هنا لسائل ان يسال اين دور الولي لمراقبة ابنه ونحن نعلم ان اغلب الاولياء يعودون متأخرين الى المنزل بسبب التزاماتهم المهنية والترفيهية احيانا فالأب بسلطته الادبية والمعنوية يمكن له ان يجبر الأبناء على مراجعة دروسهم لكن نؤكد لكم ان التلميذ حينها لن يركز على دروسه ولن يستوعب أي شيء والسبب هو فكره المتشتت وكيانه المنصب حول احداث تلك المسلسلات وبالتالي يكون التلميذ المسكين هو الضحية فلا هو تابع نجومه المفضلة ورفه عن نفسه ولو قليلا لأنه أحببنا ام كرهنا فإن وسيلة الترفيه الوحيدة خاصة لأبناء الريف والقرى هو جهاز التلفزة وذلك هو واقعنا الاجتماعي والثقافي والذي لا يجب ان نغمض اعيننا عنه ولا هو قام بواجباته المدرسية وحتى وان منع عن مشاهدة تلك الحلقات في المنزل فإن من الغد سيتعرف على أحداثها في المدرسة او في المعهد من قبل أترابه .
فحتى موضوع هذه المسلسلات غير قابل للاستهلاك من قبل الاطفال صحيح ان كل شيء تغير وطفل اليوم ليس طفل البارحة لكن نؤكد ان هناك من الاطفال من هم لا يزالون بعقلية صغار الامس فرجاء لا تسلبوا منهم هذه الصفات ولا تفسدوا عليهم وعلى عائلاتهم فرحة النجاح وعدلوا ساعاتكم وحاولوا ان تؤجلوا صراعكم الخفي لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاهدين وان تقللوا من هذه المسلسلات والسلسلات او تؤجلوها الى العطلة الصيفية فهذا أجدى لكم ولهم وللأولياء.