في كلمة ألقاها بأحد نزل العاصمة وضع النائب اللبناني الاسبق والمحلل الاستراتيجي ناصر قنديل أمس أصبعه فوق مكامن الداء ومواطن اللبس في المشهد السياسي العربي متطرقا إلى أكثر من موضوع وأكثر من مفصل.. ظاهره السياسة وباطنه الاقتصاد والتاريخ والثقافة. وأكد الأستاذ ناصر قنديل مدير شبكة «توب نيوز الإعلامية» أن الحرب الإعلامية التي تشنها القوى المعادية للمقاومة اليوم ضد سوريا تستنهض في أبناء الامة والغيورين على استقلال قرارها الوطني واجب التحرك لحماية الامة العربية وحراكها الشعبي الحقيقي من كل اختراق أو تدجين أو تجيير لمصالح الغرب وأدواته في الشرق الاوسط .
وتابع ان شبكة توب نيوز هي التكريس الفعلي للإعلام المقاوم الشعبي حيث تناط بعهدة كل الشباب والنخب والمثقفين من أبناء الامة الحقيقيين مسؤولية نحت إعلام يعكس الواقع ولا يحرفه .. يعبر عن تطلعات الأمة العربية ومقاومتها الوطنية ولا يدجنها في سياق مصالح أعدائها .
هنا , نزّل قنديل اجتماعه بالكوكبة الشبابية والثقافية في هذا السياق حيث لامس من خلال محاضراته في تونس وقابس ولقاءاته بالشباب التونسي العمق الوجداني والقومي الحاضن للقضية الفلسطينية ولباقي قضايا التحرر في الوطن العربي.
وتطرق النائب اللبناني السابق إلى الوضع في سوريا مشيرا إلى أن بعض الأطراف تريد استغلال حجم الدماء المراقة على أرضها الطاهرة ليحول دون إرساء اية مقاربة مخالفة لنظرتها للوضع في سوريا منبها في هذا الإطار إلى ضرورة التجرؤ والخوض في هذا الملف على غير مراميهم ومساعيهم في الشرق الأوسط.
واعتبر أن الوضع السوري بات مسألة داخلية في كل الأقطار العربية وأصبحت تهدد النسيج السياسي في البلدان العربية سيما منها تلك التي شهدت «ما يسمى الربيع العربي» خاصة وأن تداعيات الواقع السوري ستنسحب على العلاقة بين القوميين والإسلاميين .. الليبراليين واليساريين ..
وتابع في هذا السياق : أن المعركة في سوريا ستقرر من يقود الحراك الشعبي العربي مشيرا إلى أن هناك 4 اشياء لن تحدث في سوريا وهي : التدخل العسكري , الانشقاق في الجيش السوري وسيطرة المسلحين على جغرافيا مؤثرة , الحرب الأهلية.
وأكد أن الخيار الباقي للمعارضة المسلحة وأعداء سوريا كامن في شن حرب استنزاف تستهدف الجيش والقوى الأمنية والشعب السوري . وأردف – في سياق رسمه للفرضيات القائمة في سوريا – أنه في حال سقوط سوريا فالمقاومة ستنكسر وسينقطع الوجود الصيني والروسي في المنقطة العربية وستتحول بلدان الربيع العربي إلى مرتكزات المشروع الغربي .. في حين أن انتصار سوريا وصمودها سيقوي شوكة المقاومة وسيضعف ميزان القوى الدولية لصالح الغرب وأدواته في المنطقة العربية.
وشدد على أن العالم العربي عاش ثلاث ثورات واحدة بدأت في مفتتح القرن المنصرم وانتهت بسايكس بيكو والثانية بدأت في الخمسينات والستينات مع الأنظمة العربية الوطنية إلا أنها عجزت عن تطبيق استقلالنا الكامل والثالثة هي الانتفاضات العربية الحاصلة حاليا والتي لابد من إنجاحها عبر تحصينها من الاختراق الغربي وجعلها في خدمة مصالح الأمة العربية .