نعرف أن للنقل أهمية كبرى في حياتنا اليومية وتكاليفه تثقل كاهل كل الشرائح وخاصة مكونات المجتمع المدني من جمعيات شبابية ورياضية وتربوية وغيرها تجد صعوبة في تسيير أمورها وتستهلك نسبة كبيرة أوجل ميزانيات تصرفها على حساب أنشطة أخرى. فمنذ مدة لا بأس بها وبدار الشباب ببنزرت هناك مجموعة من الحافلات الصغيرة تقبع منذ فترة لا بأس بها وقد كانت بالأمس القريب تجوب البلاد طولا وعرضا تحمل بين جنبيها شيبا وشبابا شيوخا وصغارا من كل الشرائح الاجتماعية في رحلات تربوية أو ترفيهية أو ثقافية أو استكشافية أو استطلاعية أو استشفائية كل حسب مقصده. هذه الحافلات أو ما تبقى منها كانت في رعاية هيكل «لجنة استغلال الحافلات» يضم ممثلين على الولاية والمنظمات الشبابية، تحت الاشراف المباشر للمندوب الجهوي الرياضة الذي يسهر على حسن سير عمل هذه اللجنة وتنظيم طرق توزيعها على هؤلاء الشرائح بأثمان مدروسة تصل في بعض الأحيان الى خلاص الوقود والسائق حسب امكانيات الهيكل الذي يرغب في ذلك ورغم مصاريف الصيانة وخلاص السائقين تسنى للصندوق أن يوفر ثمن حافلة صغيرة أخرى تم اقتناؤها وبذلك توسع الأسطول الا أن هذا المجهود الجماعي تلاشى بعد أن أصبح التصرف خارجا عن نطاقها. ومنذ ذلك الحين كثر استغلالها عشوائيا الى أن ساءت حالتها وتوقفت على العمل وهو ما فتح الباب أمام الخواص ليحل محلها. فمن يوقظها من سباتها العميق ويعتني بها ويصلحها لتعود الى الدوران؟