أبرز الصعوبات التي لاحت منذ أيام ليست تقنية ولا مادية ولكنها تتعلق بصعوبة تحصيل اليد العاملة لجمع هذه الصابة وتلك وهو ما يفسر عزوف اليد العاملة النسائية خاصة على أنواع من الأعمال الفلاحية وهو ما تؤكده مصادر مختلفة . وأكد عدد من الفلاحين ل «الشروق» أنهم وجدوا صعوبة في جمع الصابة المتعلقة ببعض الزراعات التقليدية مثل الفول والجلبان والمرمز وذلك لشح اليد العاملة النسائية واشتراطهن لمقابل معين وعدد ساعات معينة وهو ما لا يتماشى ومداخيل الصابة ويزيد من مشاكل الفلاح المادية ثم إن هذا الوضع أخر عملية الجمع عند الكثير من الفلاحين الذين بقوا إلى اليوم يجوبون الأرياف والأحياء الشعبية بحثا عن نسوة يجمعن الصابة وقد أكد الفلاح كمال (وادي مليز) أن النسوة يسألنه عن نوع العمل والأجرة وظروف التنقل وساعات العمل وينفرن من بعض الأعمال الفلاحية فكيف السبيل لجمع الصابة في مثل هذه الظروف ؟ وهو نفس الشيء الذي أكده الفلاح أحمد الغزواني (فرنانة) مبرزا تواصل رحلة بحثه عن عاملات لجمع صابة فوله التي أوشكت أن تذهب سدى بسبب عدم التمكن من إيجاد عاملات لجمع الصابة .
خيار العاملات
العاملات بقطاع الفلاحة أكدن أنهن صرن يتهربن من الأعمال الفلاحية الشاقة ويخيرن العمل بالفلاحة السقوية ويدخلن في شبه تعاقد موسمي مع فلاحين بما يضمن الأجرة وساعات العمل والتنقل ثم إن العمل بالفلاحة السقوية أصبحت تعتمد عند أكثر الفلاحين نظام العمل المستمر باتفاق على عمل معين «الياطاش» وختمن بأنهن يشعرن براحة كبيرة وميل للعمل بالأراضي السقوية وينفرن من الأعمال الأخرى مثل حصاد وجمع الفول وتنظيف وغربلة الحبوب .علما وأن أجرة اليوم الواحد بالفلاحة تتراوح بين 10 و12 دينارا أما الظروف العامة فهي سيئة عموما لغياب بعض الحقوق المهنية وظروف صعبة في التنقل المحفوفة بالخطر أحيانا خاصة أمام ظاهرة الحوادث المرورية لشاحنات تنقل العاملات بين الحين والآخر . تراجع محير
بالرجوع لبعض الأرقام أكدت مصادر من مندوبية الفلاحة بأن نسبة اليد العاملة في الفلاحة تراجعت بنسبة 20 بالمائة هذه السنة قياسا بالسنوات الماضية وهذا يعود لعزوف المرأة عن العمل بالقطاع الفلاحي وبالسؤال عن السبل الكفيلة بعودة اليد العاملة لتوازن الطلب وكذلك الحلول التي توفر سبل توفر اليد العاملة في بعض الزراعات كالفول خاصة والذي به نقص كبير باليد العاملة أكدت المصادر الفلاحية أن الطريقة المثلى التي يمكن اعتمادها هو الترفيع في الأجرة اليومية وساعات العمل وتوفير جملة من الحقوق المهنية لعمال القطاع الفلاحي تتماشي والجهود المضنية والشاقة التي يقدمها العامل. عموما تراجع نسبة اليد العاملة في القطاع الفلاحي لها عدة أسباب وانعكست سلبا على واقع بعض الزراعات وخلقت مشكلا جديدا متجددا للفلاح الذي لم تكفه الطبيعة من الهموم لتزيد الأيادي البشرية من همومه