فى ذروة الثورة وجدناهم ... ورغم أزيز الرصاص المخيف وموجة الانقلاب الأمني التي عقبت الثورة وفروا لنا الرغيف وكانوا جنودا في الخفاء. أولئك هم عمال المخابز الذين يواصلون اليوم عملهم فى صمت لم ينخرطوا فى موجة الاعتصامات والاحتجاجات برغم مشقة مهنتهم وصعوباتها على حد تعبير الشاب لسعد بن دبابيس أحد العاملين بقطاع المخابز بضاحية الحي البحرى من ولاية صفاقس.
هذا الشاب اتصل بنا بحكم غيرته على قطاع المخابز وحبه لعمله ليبسط شواغل العاملين فى هذا القطاع مقترحا عديد الحلول والإجراءات العملية لمعالجة عديد النقائص، لسعد بن دبابيس استهل حديثه ببسط بعض معاناة عمال المخابز حيث وصف هذه المهنة بالشاقة مطالبا بإدراجها ضمن الأعمال الشاقة بحكم المخاطر والصعوبات داخل الافران مبينا ان اجرة عامل الخبزة ضعيفة علاوة على ضعف المنح ان وجدت وبالتحديد ضعف منحة الليل الى جانب غياب المراقبة الصحية للعملة والتى من المفروض أن تكون دورية ومجانية مع غياب الحماية القانونية للعامل فى حال توقفه عن العمل وان توفرت فاجراءاتها طويلة وبطيئة جدا.
كما طلب هذا العامل الجهات المختصة باعتماد بطاقة مهنية كشرط اساسي لمزاولة هذه المهنة للقطع مع ظاهرة تطفل الدخلاء الذين همشوا قطاع المخابز مشيرا أيضا الى ضرورة التعجيل بإصدار قانون يحدد كيفية العمل بالساعة أوبالقنطار حتى ينال كل عامل حقه.
وعن أزمة غياب الخبز عن عديد الأرياف بصفاقس اقترح محدثنا أن تتكفل الولاية بالتنسيق مع اتحاد الصناعة والتجارة في تسهيل مد أبناء الريف من قطاع المخابز برخص مشروطة بفتح مخبزة بالمناطق النائية اذ اعتبر محدثنا أنه من غير المعقول أن تظل عديد المناطق بلا خبز ولا مخابز فى الوقت الذى نرى فيه الرغيف بأشكال وأحجام وأثمان مختلفة داخل المدن الكبرى والحال أن معتمدية مثل معتمدية الغريبة مثلا تعاني يوميا نقصا فادحا في الرغيف لغياب المخابز وغياب التشجيع على فتحها ويقترح المتحدث جعل سنة 2013 سنة الزراعة فى تونس عن طريق مد الفلاحين بالمشاتل ومصروف الحراثة وتكفل الدولة بالحصاد لتحقيق صابة قياسية من الحبوب تخفف عن الاقتصاد أعباء توريد مادة الفرينة.