الدكتور أحمد صدقي كان من بين أعضاء لجنة التحكيم التي شكلتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لمنح الجائزة العربية الكبرى للتراث. الدكتور أحمد صدقي متخصص في المعمار وأستاذ جامعي في أكثر من جامعة في مصر وفي أوروبا . «الشروق» التقته في هذا الحوار على هامش حفل تسليم الجائزة مؤخرا في الدوحة .
هذه الجائزة حول التراث في الوطن العربي ماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه في السياق الثقافي العربي ؟
هذه الجائزة التي بعثتها الألكسو لها أهمية كبيرة لأنه لا يوجد وعي كاف بأهمية التراث وبالتالي كانت هذه الجائزة مساهمة كبرى لمنظمة الألكسو وتأكيد دورها وأيضا للتنبيه لقيمة هذا التراث ومن جهة أخرى لها بعد سياسي فالثقافة هي ما يجمعنا رغم اختلافاتنا السياسية . الحمد لله أننا وجدنا شيئا نتفق عليه وهو التراث وهو فترة ذهبية .
المدن العربية تعاني من الأوساخ والقبح المعماري مما خلق حالة عامة من البشاعة كيف تقرأ هذه البشاعة ؟
أنا مهندس معماري ومتخصص في هذا القبح المعماري والعمراني بالأساس،عكس ما يعتقده الكثيرون للمدن العربي نظم بناء لكنها لم تكن مكتوبة كانت محكومة بالعرف والشرع والشريعة لكن صارت هناك حالة من التخبط إذ لم يتم تطبيق النظم الأوروبية كما هي نظرا لاختلاف السياق والمحيط والمناخ ولم تستمر أيضا بالموروث الخاص كما يحدث عندما تتداخل أحزمة المدن مع محيط الريف وهو ما نسميه بمناطق عشوائية يحدث فيها تداخل في الشخصية ما بين المستقر الريفي والمستقر الحضري . نحن نعيش مرحلة العشوائية في العمارة وهناك جزئية مهمة وهي أن المفاهيم الحاكمة هي «الماكينة».
المدن العربية تعيش حالة مؤلمة من الإهمال في مستوى المعمار مما يهدد إرثها الحضاري ما هو الحل؟
هناك تداخل في كل المدن بين المفاهيم التقنية والسياسة والديمقراطية خذ مثلا المدن الأوروبية لماذا هي نظيفة؟ ببساطة لأن المجتمع المدني يشارك في هذا عندما يكون هناك وعي مواطني لا يمكن أن يبدأ الناس بالتشويه وإلقاء الفضلات كل ما ينجز في الحياة العامة في أوروبا يشارك فيه المواطن لذلك يحافظ المواطن على محيطه لأنه مشارك فيه وحتى في تصميم الأحياء يشارك المواطن أما في الوطن العربي فهذا أمر غير موجود عادة . المواطن يحتاج الى أن يشعر بالانتماء والمشاركة ولكن المشكلة هي في الفكر السائد لدى المواطن المشكلة ليست في نقص الموارد أو التقنيات، المشكلة في مفهوم الفكر السائد لدى المواطن من ناحية ولدى المخطط من ناحية أخرى.
القدس مهددة فعليا بالتهويد وضياع الإرث المعماري لماذا صمت المجتمع الدولي عن الجرائم ضد التراث المعماري؟
هذا السؤال يحمل الكثير من الأبعاد التي تسمو على مفاهيمي التقنية بالأساس، الأن هناك علم القدس وهناك مركز متخصص لدراسات القدس في بريطانيا .القدس أصبحت قاتلة الأبرياء منذ الحروب الصليبية كانت هكذا مدينة الله .
حماية التراث مسؤولية من ؟
المجتمع المدني شريك أساسي في المحافظة على التراث ودون مشاركة الجمعيات لا يمكن أن يتحقق شيء لأن القرار الرسمي وحده لا يكفي .