وفاة مهاجم النادي الصفاقسي والمنتخب الوطني لكرة القدم المرحوم محمد علي عقيد لفها الكثير من الغموض ورغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على رحيله إلا أن عائلته تسعى في مرحلة ما بعد الثورة إلى الكشف عن أسباب وفاته . والمرحوم واحد من أبرز المهاجمين الذين ساهموا في صنع ملحمة المنتخب في كأس العالم بالأرجنتين وفي تتويج النادي الصفاقسي بعدة ألقاب ، ثم احترف اللعب بالنادي الرياضي السعودي كان أعلن خبر وفاته يوم 12 أفريل 1979 نتيجة سقوط صاعقة بملعب مدينة الرياض أثناء التمارين، وقد حامت الكثير من الشكوك حول صدق هذه الرواية خاصة وأن عائلة المرحوم ولأسباب غامضة منعت من رؤية جثمانه الذي تم جلبه في صندوق مغلق من السعودية وتمت مواراته التراب مباشرة تحت حراسة أمنية مشددة. وقد أكد شهود عيان أن الصندوق لم يكن في حجم طول جسم المرحوم .
وعانت عائلته التي تمر بظروف اجتماعية صعبة من التجاهل والنسيان من طرف المسؤولين رغم ما قدمه محمد علي عقيد لفائدة كرة القدم التونسية وتحاول في مرحلة ما بعد الثورة للكشف عن ملابسات وفاته،
«الشروق» اتصلت بالأستاذ المحامي قيس بن سعيدة المكلف بهذه القضية الذي أفادنا بما يلي: «لقد قدم ورثة المرحوم وهم أرملته نامية وابناه رياض وهادية شكوى إلى وكيل الجمهورية المكتب الأول بالمحكمة الابتدائية بصفاقس واستمع حاكم التحقيق لأقوال الجميع بمن في ذلك شهود عيان آخرين. وحسب رواية السيدة نامية فإن المرحوم قد هاتفها بعد أن تم الإعلان عن خبر وفاته في وسائل الإعلام، كما تعرضت في مرحلة لاحقة للتهديد بالقتل من طرف أعوان أمن تونسيين عندما بدأت رحلة الكشف عن أسباب وفاة زوجها مما يطرح أكثر من سؤال ويؤكد أن أيادي خفية وذات نفوذ سياسي ومالي تقف وراء وفاة محمد علي عقيد تحاول التكتم على الموضوع. ونتيجة لهذه الشكوك تطالب هيئة الدفاع باستخراج الجثة والقيام بالتحليل الجيني لمعرفة هل أن الجثة الموجودة في القبر هي فعلا للمرحوم محمد على عقيد، وفي صورة تطابق التحليل الجيني سيكون مطلب الورثة في مرحلة ثانية معرفة أسباب الوفاة التي تبقى مجهولة رغم توفر معلومات كثيرة تفند رواية الصاعقة.