انتظم مؤخرا بجزيرة جربة ملتقى تحت اشراف جمعية صيانة جزيرة جربة وبحضور العديد من الجمعيات الأخرى وذلك للنظر في احداث هيكل تنسيقي من أجل ضمان حماية المنظومة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية للجزيرة. وتم خلال اليوم الأول تقديم مختلف المراحل التي مرت بها التنمية والتهيئة الترابية والعمرانية في جزيرة جربة وتشخيص وتقييم انعكاسات هذه السياسات. أما في اليوم الثاني فقد تمت مناقشة سبل وآليات تفعيل إحداث هيكل تنسيقي يحمل اسم « إقليم جربة للتنمية والتهيئة « ويهدف الى ضمان حماية المنظومة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية بجزيرة جربة.
ولقد شهدت كل من الجلستين الأولى والثانية تدخلات من العديد من الحاضرين. وتمحورت أغلب التدخلات حول دور النيابة الخصوصية في العديد من المسائل المتعلقة خاصة بالتهيئة العمرانية وحول التجاوزات التي حدثت في فترة المجلس البلدي السابق وهي تجاوزات تم التعرض اليها كذلك في الوثيقة التمهيدية التي أعدتها جمعية صيانة جزيرة جربة اذ تم التأكيد على أن منظومة جزيرة جربة بكل أبعادها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية تعرضت الى تجاوزات جسيمة وذلك نتيجة السياسات التي كانت معتمدة في مجالات التنمية والتهيئة الترابية والعمرانية والتنموية وهي سياسات ستؤدي الى انخرام كل التوازنات لو تواصل تبنيها. كما جاء في الوثيقة التمهيدية لجمعية الصيانة أنه أصبح من الضروري اليوم تفعيل رؤى تنموية نابعة من المعرفة العميقة بمقومات هذه المنظومة وبناء سياسات تنموية كفيلة بتقديم الحلول لكل التحديات التي تتعرض اليها الجزيرة في كل المجالات.
فكان الهدف من الملتقى هو العمل من أجل ايجاد هيكل مختص يؤطر وينسق ويوحد الرؤى ويعيد للجزيرة توازنها. وكل ما يتمناه أبناء الجزيرة هو الاسراع في تكوين هذا الهيكل الذي سيضمن فعلا حماية المنظومة الجزيرية من مختلف جوانبها الاقتصادية والثقافية والبيئية والاجتماعية. فهل يرى «إقليم جربة للتهيئة والتنمية» النور قريبا ؟