عثر شاب أصيل بوحجلة (القيروان) على قطعة أثرية أثناء أشغال حفر أساس منزل بجهة قرطاج بيرصا، وعندما عرضها على ابن عمه قبل تسليمها إلى مسؤولي الآثار، أخفاها الأخير ثم زعم أنه أتلفها وإثر خصومة بينهما تدخل شابان آخران هذا وطالب والد الشاب بإيقاف ابنه إلى حين كشف ملابسات القضية المتشعبة. لا يزال الشبان على ذمة الإيقاف بينما تتواصل التحريات بشأن القطعة الأثرية المزعومة بإذن من النيابة العمومية للفرقة العدلية للحرس بالقيروان. والد أحد الشبان الموقوفين أكد في روايته أن ابنه (ياسين عويساوي 22 سنة) سافر قبل أيام إلى ليبيا من أجل العمل لكنه بعد 10 أيام قرّر العودة إلى أرض الوطن بسبب ما قال إنه سوء معاملة بمجرد عودته تلقى دعوة من أحد أبناء عمه من أجل الاشتغال في البناء بجهة الكرمة حيث أقام برفقة أقاربه.
أثناء اشتغاله في عملية حفر أسس البناية، عثر الشاب على قطعة من الزجاج تبدو من خلال ملامحها ومواصفاتها إنها أثرية، حيث ظهر بريقها بمجرد أن مسح عنها التراب بشكل مبهر، وضع الشاب القطعة الأثرية (في حجم الهاتف الجوال) وأتم عمله وفي آخر اليوم قبض أجرته ثم عاد إلى المنزل الذي يقيم فيه اعلم الشاب ابنا عميه بالأمر، استلمها أحدهما بين يديه وقرر الاحتفاظ بها ثم أرسل إلى عمه (والد الشاب) إرسالية قصيرة يستفسره فيها عن حقيقة القطعة حيث أرسل له جملة من الكلمات المرسومة على اللوحة باللغة اللاتينية والتي تبين أن اللوحة هي بمثابة «ميدالية» وطلب الشاب من عمه أن يبين له حقيقة اللوحة ويتثبت في صحتها وما إذا كانت قطعة أثرية ثمينة أم مجرد حجر عادي.
وقال والد الشاب إنه اتصل بأهل الذكر وأعلمه بقيمةالقطعة الأثرية وطلب منه الاحتفاظ بها ثم طلب من ابنه أن يتصل بإدارة الاثار ليسلمهم القطعة ويحتفظ بالوصل من أجل الحصول على المكافأة، غير أن شجارا وقع بين الشاب وابن عمه حول حيازة القطعة الأثرية وتعرض إلى العنف من قبل قريبين له فتم نقله إلى مستشفى بن عروس، ثم توجه إلى منزل والديه بجهة بوحجلة (القيروان) بعد ساعات من وصول الشاب (ياسين) حضر بقية أقاربه وهما ابنا عمه وصهر أحدهما وعندما طلب والد الشاب من ابن أخيه تسليمه القطعة الأثرية أكد أنه أتلفها.
وهنا وقع شجار بين الشابين فاتصل والد الشاب ياسين بالحرس الوطني وتم إبلاغ النيابة العمومية بقضية القطعة الأثرية وتم إيقاف 4 شبان من قبل الفرقة العدلية للحرس بالقيروان لمواصلة الأبحاث وأنكر الشاب المشتبه به حيازته للقطعة والأمر مؤكد أنه أتلفها.
وتواصل الاحتفاظ بأربعة شبان على ذمة القضية بينما لا تزال القطعة الأثرية مفقودة وقد تم الاستماع إلى روايات شهود والإذن بالتحقيق بشأن الإرسالية القصيرة التي أرسلها أحد الشبان عبر رقم هاتف والد الشاب الذي عثر على القطعة الأثرية التي لم يتبين بعد مدى صحتها وقيمتها التاريخية أو المادية.