لا يختلف اثنان في المكاسب الكبرى التي حققتها كرة اليد التونسية على امتداد عشرات السنين وخاصة منذ المشاركة في بطولة العالم بإيزلندا سنة . كما يجمع جلّ الملاحظين على أن كرة اليد التونسية لها من الامكانيات ما يؤهلها الى الارتقاء الى أعلى درجات السلم الدولية... وهو ما يجعل محبّي هذه الرياضة يطالبون وهم محقّون في ذلك بضرورة تطوير أساليب العمل صلب الهيكل المسيّر لهذه الرياضة وكافة دواليبها.
لذلك يجوز النقد، بل يتعين النقد وهو ما لا تبخل به عائلة كرة اليد عبر المواقع الاجتماعية ووسائل الاعلام وفي بعض الأحيان بالاتصال المباشر. المهم أن يكون النقد والتعامل مع النقد له منحى ايجابي وألاّ ينمّ عن نوايا مبيّتة وشخصية.
لذلك ارتأينا قبيل انعقاد الملتقى الوطني لكرة اليد أن نوجه نداء ملّحا الى كافة الأطراف الفاعلة في هذه الرياضة لعدم اضاعة هذه الفرصة قصد ابلاغ صوتهم وإبداء رأيهم وتقديم مقترحاتهم في هذا المنتدى مهما كان موقعهم وموقفهم إزاء المكتب الجامعي الحالي، بل إنني أتمنى أن يسهم أعضاء قائمتي السيدين محسن جبارة وعلي فرحات في هذا الملتقى علّهم يضفون أكثر نجاعة على الأشغال.
تلك أبسط مبادئ الديمقراطية وأرقى مظاهر التحضر، فليشعر كل من يرى في نفسه قدرة على الافادة بواجب المشاركة وألاّ يتغيب من لم تصله دعوة رسمية عن هذا الموعد الهام، لأن المسؤولية تأبى التشبث بالشكليات والبروتوكولات، ولأن من هو عازم على أن يكون ايجابيا لا يصحّ له أن يترك الفرصة لمنظمي الملتقى لمؤاخذته. هذا الملتقى هو ملتقى كافة مكونات عائلة كرة اليد من مسؤولين جامعيين ورابطات وأندية وفنيين وإعلاميين وخاصة الغاضبين منهم على أداء الجامعة. أقول ذلك مستحضرا ما قالته السيدة جروج ماري بوفي الوزيرة السابقة للشباب والرياضة في حكومة الرئيس الفرنسي الراحل ميتيران حيث كانت دوما تذكر بأن «للرياضة والرياضيين واجب المثالية le devoir d›exemplarité».
ذلك ما أكّده لي البارحة في مكالمة سريعة رئيس الجامعة كريم الهلالي الذي يريد أن تصبح جامعة كرة اليد «مثالا يحتذى»، الأمر ليس بالهيّن ولكن الرهان مشروع ولا أرى شخصيا أفضل من جامعة كرة اليد لتضطلع بهذا الدور. لذلك ينبغي على كافة أفراد العائلة أن يثبتوا جدارتهم بذلك وأن ينضمّوا الى الورشات الثماني التي ستتمخص عن الجلسة الافتتاحية وألا يحدّوا من طموحهم وطموح كرة اليد التونسية.
الوقت قد حان فعلا الى الارتقاء بكرة اليد الى أعلى مراتب العالمية، ولكن الأهم أن يقتنع الجميع بضرورة وضع تصوّر واضح للمستقبل البعيد لكرة اليد. فهلموا جميعا للتفكير فيه...