نفذ أهالي منطقة تمزرط من معتمدية مطماطة ماكانوا نبهوا إليه وهددوا به سابقا وقاموا بقطع الطريق الرابطة بين مطماطةودوز وهي طريق على غاية من الاهمية تربط الجنوب الشرقي بالجنوب الغربي في حركة احتجاجية جاءت للمطالبة بالتنمية. جاءت تحركات المواطنين هذه وقطعهم للطريق نتيجة تجاهل الحكومة للمنطقة ومواصلة تهميشها وغياب نصيبها من الميزانية التي اقرتها الدولة لفائدة ولاية قابس ورغم ان مطالب الاهالي بسيطة ولا تكلف الا القليل أو نسبة 0.1 في المائة من الاعتمادات المخصصة لقابس وبعض المطالب لا تتطلب دراسات بل يمكن ان تتحقق بمبادرات شخصية من الوالي خاصة وأن البنية التحتية متوفرة إذا التزمت الولاية بدعم المشاريع الصغرى وتوجد بالمنطقة مجموعة من الدكاكين المغلقة وهي سوق مصغرة تعرف بالمحطة الايكولوجية اصبحت مهملة ومرتعا للمواشي فبإمكان الدولة أن تقوم باستغلال هذه السوق.
وكان الوالي قد ذكر ان شركة «بيرنكو» وهي شركة بترولية منتصبة بالجهة مستعدة لتبني مشاريع تنموية في اطار تدخلها الاجتماعي والبيئي وبإمكانها أن تتبنى مجموعة تقوم بتزيين القرية وتجميلها وتقوم بخلاصهم وهذا جيد ورغم انه حل مؤقت ومسكن وليس عملا دائما الا انه يمكن ان يضرب عصفورين بحجر واحد تجميلا للقرية وتشغيل الشباب كما وعدت الشركة البترولية المذكورة بتمويل المشاريع الصغرى ودعم الباعثين الشبان ولكن كل ذلك بقي حبرا على ورق والمشكلة ان كل هذه المشاريع لا تتطلب تمويلات كبيرة بل اكثر من ذلك فالبنية التحتية واليد العاملة متوفرة وما ينقصهم سوى التمويل وشراء المعدات والآلات وهي لا تكلف الدولة الكثير.
فبالإضافة الى وجود القرية الحرفية المغلقة من سنوات فان نواة الاستثمار موجودة اذ يمكن دعم «حسن الابيض» لفتح ورشة في الميكانيك خاصة وان القرية منطقة عبور لسيارات وحافلات السياح الى دوز وقبلي وبالتالي يمكنه أن يطور مشروعه ويشغل معه بعض شباب الجهة وينسحب الامر على «مسعود مليان» في مجال الحدادة و«الطاهر وداي» في ميدان الخزف وغيرهم كثير... وكلها طاقات شابة وسواعد جبارة تنتظر الدعم لتضمن العيش الكريم لها ولغيرها وبذلك يصبح لتمزرط حي حرفي فيه النجار والحداد والتاجر خاصة وان المنطقة بربرية وبها الكثير من الصناعات التقليدية المطلوبة ولكنها معرضة ايضا للزوال والاندثار إذا لم تجد من يهتم بها ويحفظها في سوق حرفية وهذا مايمكن ان تقوم به وزارة السياحة أيضا أو وزارة الشباب فتقوم باستئجار إقامة ممو اواحد الأحواش القديمة وتهيئتها في شكل اقامة للسياح اوغيرهم تعرف بالجهة وخصوصياتها... كل هذه المشاريع بسيطة وسهلة التحقيق ولا تتطلب الكثير من المال خاصة وان البناءات والبنية التحتية متوفرة ولكن الولاية صمت اذانها عن الاستثمار في القرية ولم تخصص لها حتى النزر القليل ومما زاد من احتقان الأهالي وغضبهم وشعورهم بالغبن والتهميش غياب العدالة في توزيع المساعدات من الولاية اذ تحصلت بقية قرى الولاية على مساعدات لتحسين المسكن وعلى الاغنام لكن منطقة تمزرط تم اقصاؤها بطريقة غريبة وتبعث على الشك وكانها ليست جزءا من وطننا العزيز. هذه بعض المطالب البسيطة سهلة الانجاز وتضمن العيش الكريم لأهالي المنطقة عدا المطالب الاخرى كتحسين المرافق الاساسية خاصة المستوصف الذي يتطلب تدخلا عاجلا وبعث ناد ثقافي ومجلس قروي ولم لا انشاء محطة للتزود بالوقود خاصة وان المنطقة معبر لقوافل السياح القادمة من دوز والكثير منها يحتاج الى التزود بالوقود هذه بعض مطالب الاهالي بسيطة بساطة حياتهم وهم من خلال احتجاجهم الاخير لا يريدون تعطيل مصالح المواطنين والدليل على ذلك انهم قدموا الحلول والامر نفسه ينسحب على قريتي تاوجوت والزراوة والتي كان نصيبهما من ميزانية التنمية مجموعة من الاصفار