مثلما كان متوقعا وبسرعة الصوت أجهز سليم الرياحي على كرسي الرئاسة في النادي الافريقي. وبالتمعن في أطوار هذا الذي حدث في أحد أعرق وأكبر أنديتنا، يحق لنا الخروج بعدة استنتاجات. أولى هذه الاستنتاجات، هو هذه اللهفة التي اتسمت بها تحركات هذا الرجل اللغز لبلوغ غايته ويفهم ذلك من تنصيب نفسه رئيسا حتى قبل انعقاد الجلسة العامة للنادي إضافة الى ما سخره من امكانات مادية ضخمة لانتدابات من الحجم الثقيل وقد كانت البداية باللاعب الجزائري عبد المؤمن جابو. ويبدو واضحا ان هذا الرجل استخلص العبرة من فشله في المال السياسي حيث لم يحصد حزبه سوى مقعد يتيم في المجلس التأسيسي والدرس الذي استلهمه من هذه الخيبة هو ان المال وحده ليس كافيا لتحقيق النجاح وهو ما يتجلى في الأموال الطائلة التي أنفقها خلال الحملة الانتخابية لحزبه وان النجاح لا يمكن ان يتحقق الا بتوفر عنصر هام وهو القاعدة الشعبية وقد وجد في النادي الافريقي أفضل من يوفّر له هذه الفرصة.
فالرجل لم يهضم فشله في السياسة والحل الوحيد لتحقيق حلمه اي النجاح في هذا الميدان هي الرياضة مثلما فعل برنار تابي في أولمبيك مرسيليا وبرلسكوني في ميلانو وغيرهما على أن ما يكون غاب عن هذا الرجل هو ان النجاح في النادي الافريقي ليس مضمونا ويبقى رهين عدة شروط ليس أقلها ان يكون محاطا برجال أتوا ليفيدوا النادي لا ليستفيدوا منه ويتزلفوا له كما انه مدعو الى عدم الوقوع في الخطإ المتمثل في قطع العلاقة مع هؤلاء الذين ساهموا بإخلاص وصدق في بناء النادي ونحت مجده التليد.
وبالتوازي مع هذه الشروط، على عائلة الافريقي ان تتجنب الخطأ المتمثل في منحه «كارت بلانش» بحجة انه صاحب مال لاسيما انه أنزل من فوق «Parachute» على رأس النادي ويفتقر الى الخبرة في التسيير وهو الذي لم يمارس اي نشاط في حياته كمسيّر.