ما أجمل الشعارات والأفكار الافلاطونية بل وكما قال الراحل الجميل محمود درويش... ما أوسع الثورة... ما أضيق الرحلة... ما أكبر الفكرة... ما أصغر الدولة... ننام على الشعارات ونصحو عليها ونكاد نأكل شعارات في كل الميادين والغريب ان بعض «الجواسيس».. كتبة التقارير أصبحوا اليوم ثوارا لا يشق لهم غبار... تحول «الأزلام» كما يقول جيش الحكومة الاليكتروني الى أبطال في معركة الكرامة والحرية ومقارعة كوابيس الماضي وسقط «الثوار» الحقيقيون صرعى المدافع الفايسبوكية...
هذا زمن مصلوب على رأسه يلتبس فيه الحق بالباطل وتدخل فيه الاحمرة مسابقات الجمال ويجلس فيه الشعب أمام التلفزيون ليصفق لمنشط مؤهلاته كما يقول عادل امام «ديبلوم صنايع».
في الرياضة أيضا مازالت «الثورة» سجينة الشعارات فلا الوزارة تمكنت من زحزحة الذين غرفوا باستمرار من «كاسة» البلد دون حسيب أو رقيب ولا الوزير الذي جاء بأحلام وارفة نجح في قلع «المسامير» الصدئة التي دقها النظام السابق في جسد الهياكل والجمعيات الرياضية التونسية...
من المضحكات المبكيات أيضا أن تتلقى سلطة الاشراف صفعة من الاتحاد الدولي لألعاب القوى المدافع عن جامعة شكلت قلعة من القلاع التي ساندت بن علي بالاظافر والاسنان ومن المثير للسخرية أيضا ان يختفي البعض وراء الآخرين وهو يرفع شكواه الى الهياكل الدولية حتى لا يقال له.. ألست أنت من دافعت عن الديكتاتورية؟
مع كامل المحبة والتقدير للسيد الوزير... نسأل هل عدلت رياضتنا فعلا ساعتها على الثورة ونحن نرى لجنتنا الأولمبية الموقرة تراوغ حتى لا تجدد نفسها بينما تنضبط لتعليمات السلط الرسمية.
هل بلغت رياضتنا العالمية ونحن نوزع المليارات يمينا وشمالا والشعب جائع، والكل فاتح فمه يريد ان يأكل وأن يعمل ويصبح مواطنا صالحا له قيمة ومكانة في المجتمع.
نحن مع الوزير في رفع البؤس عن أهلنا في المناطق المنسية ورسم البسمة على وجوه الأطفال الذين تعودوا على الركض حفاة عراة ومشاهدة أطفال الياغرت أندادهم وهم يلعبون على العشب الطبيعي ويدخلون الادواش.
نحن مع الوزير في ترميم بنية تحتية للرياضة نصفها «مغشوش» سرق أموالها المقاولون والوسطاء والفساد الاداري لكننا نسأل وزيرنا.. هل تغيرت الرؤوس فعلا وأدركنا النقاوة الثورية يا صاحب الكرة الذهبية؟