لم يكن غروب شمس شارع الحبيب بورقيبة مساء الخميس الفارط عاديا بل زفّت شمسه وسط الأفق البعيد على أنغام الموسيقى وإيقاع الطبول. مشهد فارقه شارع بورقيبة منذ زمن هذا الشارع الذي احتضن صيحة شعب يتوق الى الحرية احتضن مساء الخميس صيحة فنان يتوق الى الكلمة الحرة. وتتنزل هذه التظاهرة التي تمتد على ثلاثة أيام وهي 21 و22 و23 جوان الجاري في إطار الاحتفال بعيد الموسيقى.
حضور جماهيري
وحضر الحفل جمهور عريض نساء ورجالا وأطفالا محجّبات وسافرات الكل رفع يده وصفّق وغنى ورقص على أنغام موسيقى وصوت آمال المثلوثي التي أمتعت جمهورها من أمام المسرح البلدي وغنّت من ألبومها أغنية «كلمتي حرّة» فكانت فنانة حرة فوق ركحها ورفعت كلمة «ديقاج» في وجه من حاول تعكير فرحة شارع بورقيبة في تلك الليلة، شاب صعد الركح ومسك بأحد مصادح عناصر الفرقة المرافقة لآمال المثلوثي لكنه فشل في محاولته وسيطر الأمن على الوضع.
حضور أمني مكثف
الحضور الأمني كان مكثّفا فاستمتع رواد شارع الحبيب بورقيبة وعشّاق الموسيقى باحتفالات عيد الموسيقى في أجواء منظمة. والملاحظ ان هذا الحفل الذي احتضنه شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة مساء أمس الاول جمع شمل التونسيين الذين فرّقتهم السياسة والساسة ووحّدهم الفن في ليلة كان فيها للموسيقى سلطان.
موسيقى في كل ركن
وفي نفس الشارع وفي ساحة 14 جانفي غنى سفيان سفطة وأحمد الماجري وياسر جراد. ومن أمام نزل الهناء علا صوت نادي أحباء الشيخ إمام. ولم تقتصر الاحتفالات على شارع الحبيب بورقيبة فحسب بل شهدت عدة أماكن أخرى احتفالات أثثتها فرقة «الشمس للموسيقى» في ساحة باب سويقة والفرقة الوطنية للفنون الشعبية في حي الطيران واحتضنت ساحة الصفصاف بالمرسى عرض موسيقى روحية مع الشيخ أحمد جلمام. وكان لموسيقى الراب حضور في متحف قرطاج.