تغيرت صورة وادي بياش الفاصل بين مدينتي قفصة والقصر بعد الثورة فأصبح مصبا للفضلات العشوائية بعد أن كان متنفسا للراحة خاصة بالنسبة لبعض السواق الذين يجدون في ظلال ونسمات جسره متعة لهم غير أنه تحول من نعمة إلى نقمة.
إضافة إلى الفضلات العشوائية التي يتم صبها بشكل شبه يومي بوادي بياش ظهرت في المدة الأخيرة كمية هامة من المياه الراكدة اختلطت بالفضلات مما أدى إلى انبعاث روائح كريهة أصبحت مصدرا للحشرات السامة والناموس خاصة مع الارتفاع الملحوظ لدرجات الحرارة في فصل الصيف وذلك في غياب حملات رش الأدوية التي كانت تسبق فصل الصيف وسجلت حضورها بالغياب بعد الثورة. «الشروق» حاولت معرفة أسباب ظهور هذه المياه والحلول المقترحة لجهرها وباتصالنا بالإدارة الجهوية للديوان الوطني للتطهير أعلمنا مسؤول الأشغال بها أن شبكة التطهير لا تشمل وادي بياش مؤكدا أن شبكتي التطهير بمدينة قفصة ومدينة القصر منفصلتان وبالتالي فإن فرضية وجود هذه المياه بسبب شبكة التطهير غير منطقية حسب رأيه مرجحا مسؤولية الفلاحين التي تجاور غاباتهم الوادي عن هذه المياه فاتجهت «الشروق» بالسؤال إلى السيد الطيب الكحولي المندوب الجهوي للفلاحة بقفصة الذي أعطى الموضوع ما يستحق من الأهمية وتحول بنفسه على عين المكان ثم أعلمنا أن فضلات المياه الموجودة بالوادي لا علاقة لها بالقطاع الفلاحي ليبقى السؤال المطروح من هي الجهات المسؤولة عن هذه المشكلة البيئية؟ وفي المقابل أفادنا المندوب الجهوي للفلاحة بقفصة أنه سيتابع هذا الموضوع لتحديد المسؤول والقضاء على هذه المظاهر في أقرب وقت للحد من المخاطر التي تتهدد وادي بياش مع الملاحظة أن النيابة الخصوصية لبلدية قفصة أطلقت صيحة فزع منذ مدة لحماية وادي بياش من الفضلات بكل أنواعها خاصة وأن هذا الوادي يشق احدى أكبر بوابات مدينة قفصة ويمثل الحد الجغرافي بين مدينتي قفصة والقصر.