بمناسبة احياء الذكرى 45 لوفاة المناضل الوطني والنقابي احمد التليلي الموافق ليوم الخميس 28 جوان أطلقت مؤسسة احمد التليلي من أجل الثقافة الديمقراطية نداء لكافة اطياف المجتمع التونسي السياسي والمدني والحقوقي والشخصيات الوطنية وكافة الشعب التونسي هذا نصه: يقول الزعيم النقابي الوطني احمد التليلي «إن احترام شخصية كل فرد مع اعتبار طبعه ومؤهلاته الطبيعية إذا أردنا أن نتحصل من كل واحد منهم على كفاءات أوسع لأنها نمت و ترعرعت بحرية، بدل العمل على صوغها في قالب واحد. إن هذا التنوع المقام على التكامل قد يكون العنصر الأهم في تحقيق الانسجام لمجتمعنا في المستقبل...».
انطلاقا من هذه المقولة التي تعتبر مبدأ الاختلاف مدخلا حقيقيا للانسجام والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع التونسي، ورغم ما كشفته ثورة الحرية والكرامة يوم 14 جانفي 2011 من مؤشرات ايجابية عن وحدة الشعب التونسي أمام ديكتاتورية النظام السابق وانسجام مختلف الفئات المنتفضة في وجه الطغيان والظلم والفساد، فإن الممارسات والسلوكيات التي بدأت تبرز في شتى مناطق البلاد والرامية إلى إعادة السيطرة وتكريس نمط سياسي ومجتمعي واحد باستعمال العنف المادي والرمزي وتهديد أمن البلاد واستقرارها ( سب وشتم واستفزازات، وانتهاك للقوانين من قبل مجموعات متطرفة...) في جل المظاهرات والتجمعات لا تعكس الوجه الحقيقي للثورة التونسية التي قامت من أجل تكريس الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، فالاختلاف في الرأي والإيديولوجية لا يعني استخدام العنف والترهيب وتكريس الكراهية والخوف بين فئات الشعب الواحد.
إن مؤسسة احمد التليلي من أجل الثقافة الديمقراطية، وايمانا منها بأن هذه السلوكيات المنحرفة عن الفكر الديمقراطي مهددة للانتقال الديمقراطي السلمي والسلس ببلادنا توجه هذا النداء إلى كل منظمات وجمعيات وهياكل المجتمع المدني وكل الأحزاب السياسية باختلافاتها الإيديولوجية، ولكل الشخصيات الوطنية والنقابية والحقوقية والثقافية لوضع برامج توعوية تنبذ العنف والتطرف بأشكاله وتحسس المواطن بمخاطر هذه السلوكيات على دولة القانون والمؤسسات الحقيقية وعلى تونس المستقبل، وتدعو كل غيور على تونس إلى زرع ثقافة الحوار والتواصل والتخلص من مخلفات النظام السابق من تسلط واستبداد وطغيان.
ومثلما وضعت دولة الاستقلال الأولى برامج وطنية لمحو الأمية عن الشعب التونسي آنذاك، فإن مؤسسة أحمد التليلي من أجل ثقافة ديمقراطية تدعو اليوم إلى وضع برنامج وطني لنبذ العنف ومحو كل أشكال التعصب الفكري والإيديولوجي.
وتوجه المؤسسة نداءها هذا خاصة إلى مؤسساتنا الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة، العمومية منها والخاصة لتوعية المواطن بأهمية الثقافة الديمقراطية وحثه على التواصل مع الأخر حتى لو كان مختلفا وهذه من الأسس التي ينبنى عليها المجتمع الديمقراطي الذي يتربى فيه المواطن الايجابي.