في كل صيف يتجدد لقاء الأدباء الشبان في أكثر من مدينة وأكثر من مهرجان وخاصة في بني حسان وقليبية وحي الزهور وقبل ذلك في فصل الربيع في ملتقى أبن منظور بقفصة . هذه المهرجانات التي تعنى بالمواهب الأدبية تعاني من صعوبات مالية كبيرة فهي أخر اهتمامات المندوبيات الثقافية وعند الوزارة أيضا والمطلوب وخاصة بعد 14 جانفي هو إعادة النظر في هيكلة هذه المهرجانات الأدبية وتمكينها من الإمكانيات المالية اللازمة حتى تكون قادرة على إعادة هيكلتها وتشكيل هيئات علمية حتى تكون المشاركة فيها وفق شروط دقيقة أساسها النص أولا وبذلك تمتلك هذه المهرجانات سلطة أدبية ويكون المرور منها له دلالة على مستقبل الشاب الأدبي .
إن هذه الملتقيات تنظم عادة بجهود ومبادرات خاصة أساسها التطوع وكثيرا ما يقيم الشبان في ظروف غير لائقة نتيجة انعدام الامكانيات المالية والمطلوب أن يعاد النظر في التظاهرات التي تعنى بالهواة والمواهب في كل الفنون سواء في الموسيقى أو الأدب أو الفن التشكيلي أو المسرح أو السينما فهؤلاء هم المستقبل ومن خلال الفن والثقافة يمكن تحصين الشباب التونسي من الانغلاق الفكري والتشدد الديني الذي تنشره الفضائيات الخليجية التي أصبح لها دور سلبي في تجنيد وتأطير الشبان التونسيين حول فكر غريب على تونس أرض الاعتدال والوسطية .
إن وزارة الثقافة مدعوة اليوم بالتعاون مع وزارات الشباب والتعليم العالي والتربية الى مراجعة هذه التظاهرات ومنحها الإمكانيات اللازمة حتى تكون محاضن حقيقية للمواهب لتساهم في نشر ثقافة الحوار والديمقراطية التي تبقى الضمان الوحيد لتونس أمام الهزات التي قد تهدد استقرارها أو تستهدف الدولة ومؤسساتها .