كشفت مصادر اعلامية لبنانية مطلعة عن وجود قوات من مرتزقة «بلاك ووتر» في سوريا ولبنان فيما أوردت جهات ديبلوماسية رفيعة أن اجتماع «جينيف» سيبحث قيام نظام سياسي جديد يقوم على مبدإ المحاصصة الطائفية في سوريا. ونقلت جهات اعلامية مطلعة عن الخبير الاستراتيجي السوري سليم حربا قوله ان المجموعات المسلحة في سوريا تتلقى اليوم ضربات موجعة، وأن خيار الحسم بدأ ولن يتوقف، مؤكدا بالتالي أن هناك قرارا سوريا بحسم شامل يتماهى مع رغبة روسيا والصين، بعد المساعي الحثيثة التي تبذلها أطراف مناوئة لايجاد ذريعة لتدخل عسكري وتحويل المراقبين الى قوات دولية مسلحة.
بلاك ووتر في سوريا
وقال حربا ان الالتزامات السورية لم تُقابَل بأي موقف ايجابي من الأطراف المناوئة للنظام في سوريا، مشيرا الى أن الارهاب في سوريا لم يقتصر على جماعات مسلحة محلية مؤكدا دخول عناصر أجنبية على الخط .
وشدد على تورط ال«بلاك ووتر» في الأحداث الأمنية بسورية، كاشفا أن عناصر المنظمة الأمريكية المتورطة في عمليات أمنية وجرائم قتل تنشط على الحدود السورية لا سيما في شمال لبنان وتركيا.
وتابع أن عناصر «بلاك ووتر» عملوا على تدريب المسلحين وارسالهم الى سوريا، وأن عددا منهم دخل الى الأراضي السورية ليشرف بشكل مباشر على تحركات وعمليات المجموعات الارهابية المسلحة.
وتتوافق هذه التصريحات مع ما أشارت اليه مصادر دبلوماسية في العاصمة البريطانية أن وحدات أمنية واستخباراتية أجنبية من دول خليجية ومن فرنسا وبريطانيا تشارك في العمليات الارهابية التي تنفذ ضد أبناء سوريا، وأن عددا من عناصر هذه الوحدات قد قتلوا وألقي القبض على عدد آخر.
وقالت المصادر: ان هناك خبراء متفجرات من جنسيات مختلفة في صفوف المسلحين والارهابيين، اضافة الى خبراء أجانب بينهم اسرائيليون يقومون بتدريب مرتزقة على أعمال التفجير والقنص في قواعد خاصة تمولها قطر والسعودية بشمال الدوحة وفي منطقة تبوك وعلى أطراف مدينة أبو ظبي، اضافة الى معسكرات داخل اسرائيل. الطائفية ... هي الحل ؟
وفي سياق متصل باجتماع جينيف المرتقب، كشفت مصادر ديبلوماسية قريبة من دوائر اتخاذ القرار الغربي أن الاجتماع سيناقش تقاسم المناصب العليا في اطار كيان واحد على غرار الرئاسة الدورية على البوسنة، بين الصرب والكروات والبوسنيين، تحت مظلة اتفاقية دايتون في العام 1995 التي انهت الحرب الأهلية في يوغوسلافيا السابقة، أو ديمقراطية توافقية علوية سنية، لبناء توازن شيعي سني في المدى السوري اللبناني العراقي.
ونقلت جريدة «السفير» اللبنانية عن دبلوماسي غربي واكب من باريس عملية التحضير للمؤتمر، قوله ان الدبلوماسيين الذين يعملون مع الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان استبعدوا اي «طائف سوري» – على غرار الطائف السعودي- بسبب تعقيدات تمثيل الطوائف في المرحلة الحالية من الصراع كي تتبلور من خلالها المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب والنص عليها في اي دستور سوري مقبل.
كما ظهرت صعوبة تقسيم المؤسسات السياسية بين علويين وسنة ومسيحيين ودروز وأكراد. ورجح الخبراء «سيناريو سوريا» يستعيد التجربة البوسنية بشكل خاص، من ناحية رعاية الأسرة الدولية للحل والاكتفاء بالمحاصصة الطائفية للسلطة في مناصبها العليا من دون غيرها، مع الأخذ بالتجربة العراقية في توزيع الصلاحيات بين المناصب بعد «تطييفها»، فيكون الموقع الأعلى للعلويين في التراتبية الهرمية للسلطة، بينما يكون الموقع الأعلى للسنة من حيث الصلاحيات التي يمارسها على هرم السلطة.
وقال المصدر الدبلوماسي الغربي ان كوفي عنان سيحمل الى مجموعة الاتصال في اجتماعها بجينيف اقتراحا بأن يدور الحوار السياسي حول مرحلة انتقالية بتوزيع متناسب للسلطة بين الطوائف في سوريا.
ويقترح الأمين العام السابق للأمم المتحدة منح الرئاسة في سوريا الى شخصية علوية لطمأنة العلويين بأن موقعهم سيبقى قويا في المستقبل. ويتضمن الاقتراح افراغ الرئاسة من صلاحياتها الحالية، ونقلها الى رئاسة الوزراء. ويذهب الاقتراح الى طلب ايلاء منصب رئاسة الوزراء الى شخصية سنية ومنح المنصب سلطات «رئاسية» واسعة وقوية على النمط العراقي لطمأنة السنة بأن عملية التغيير لمصلحة الأكثرية في سوريا، قد تحققت بدءا من المرحلة الانتقالية نفسها. ومن المتوقع ان تحضر المؤتمر اثنتا عشرة دولة: الخمسة الكبار في مجلس الأمن (روسيا، الصين، الولاياتالمتحدة، فرنسا وبريطانيا) بالاضافة الى احتمال مشاركة لبنان ضمن دول الجوار السوري (الأردن والعراق وتركيا) الى جانب قطر والسعودية وايران. كما تحضره الجامعة العربية والأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الاسلامي.