قلّة الموارد المائية وارتفاع سعر الأعلاف قد تكون هذه هي أهمّ المشاكل التي تعاني منها الفلاّحة في المناطق الريفيّة غير أنّ بعض المشاكل الأخرى تنضاف إلى منطقة منزل الحبيب فهل من حلول عاجلة لإنقاذ القطاع الفلاحي قبل فوات الأوان؟ أوّل خطر يهدّد الفلاحة هو مشكلة التصحّر حيث تزحف الرّمال بشكل مقلق وبنسق سريع لتهدد الأراضي الزراعية ورغم عشرات البرامج لمقاومة التصحّر بمنزل الحبيب وفي الجنوب عموما فانّها بقيت حبرا على ورق وذهبت الميزانيات المرجودة لمقاومة التصحّر أدراج الرّياح ولجيوب المتمعشين من النظام السابق المطلوب اذن القيام بدراسة ميدانية يعدّها مختصون في هذا المجال تقوم على استراتيجية قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى لتأمين الأراضي الزراعية ويمكن أن نذكر في هذا المجال المثال الصيني حيث تحولت مئات الكيلومترات من الأراضي الصحراوية إلى مناطق زراعية خصبة وذلك بفضل مثال وضعه الصينيون على امتداد 30 سنة. وتمثل الأراضي الفلاحية المهملة اهدارا لطاقات انتاجية كان بالامكان أن تنفع البلاد والعباد.ولنذكر أنّ أحد الخبراء الفلاحيين صرّح أنّه لويتم استغلال كافة الأراضي استغلالا محكما فانّ منطقة منزل الحبيب بالامكان أن تحتل المرتبة الأولى لزراعة البطاطا مثلا وذلك لانسجام التربة مع هذا المنتوج وبالامكان أيضا أن تكون منزل الحبيب مزودا لولاية قابس والولايات المجاورة لهذا المنتوج الاستراتيجي ولمواجهة اشكال تشتت الأراضي فانّ الحلّ يكمن في نقطتين الأولى هي أن يبادر الفلاحون إلى الاهتمام بأراضيهم ووزارة الفلاحة على استعداد لدعمهم كما أكّد على ذلك السيد محمد بن سالم وزير الفلاحة ومن الأفضل أن يجتمع الفلاحون في تعاضديات فلاحية كبرى لجمع الأراضي المشتتة. أما الحلّ الثاني فيتمثل في أن تقوم الدولة باستصلاح الاراضي المهملة التابعة لها وهو ما يوفّر فرص التشغيل للعشرات من اليد العاملة كما هو الشأن لهنشير الشعال مثلا الذي أصبح من أكبر المناطق انتاجا لزيت الزيتون.إن توفر النوايا الصادقة والعزيمة الكبيرة والرغبة في خدمة هذا البلد حاضرا ومستقبلا من شأنه أن يدخل اصلاحات جذرية تعود بالفائدة على البلاد والعباد حاضرا ومستقبلا.