بعد أن غاب مهرجان قابس الدولي في صيف 2011 بسبب التجاذبات التي جمدت نشاط هيئته السابقة، ومنعت تشكيل هيئة مؤقتة تسهر على احياء دورته وحرم جمهور قابس لأول مرة من التمتع بسهرات هذا المهرجان، هاهو يعود ولو بصفة متأخرة. وقد تمّ بث الروح من جديد في هذا الهيكل الثقافي العريق بعد أن اتفق الفرقاء على مبدأ احترام الشرعية الجمعياتية وإجراء ترميم انضم بمقتضاه خمسة أعضاء جدد الى تركيبة الهيئة المديرة عوضوا خمسة مستقيلين.
وإذا ما علمنا أن الجدد هم من نخبة مثقفي قابس وهم الأستاذ زهير مبارك في خطة رئيس والروائي منير الرقي في خطة كاتب عام و الروائي عبد القادر اللطيفي، هذه الاضافة النوعية التي حصلت لأول مرة قد شكلت منعرجا ايجابيا ساهم مباشرة في عودة مهرجان قابس الدولي الى سالف ميزته التي اشتهر بها على مر عقود وهي ميزة «الفكر والفنون» وعلى الأقل من خلال حرص الهيئة الجديدة على برمجة ندوة فكرية كبرى أيام 16 17 و18 جويلية تحت عنوان «السياسي والديني في الفكر العربي المعاصر» سيحضرها عدد كبير من المفكرين من كل أنحاء الوطن العربي على غرار «سالم بن حميش» من المغرب و«رضوان السيد» من لبنان و«عبد الحليم قنديل» من مصر و«سعيد جاب الخير» من الجزائر وصلاح الدين الجورشي و«أبو يعرب المرزوقي» وعديد الأسماء الأخرى. هذا اضافة الى لقاء أدبي ينتظم يوم 22 جويلية مع الدكتور صلاح فضل، إذن هي عودة الى الفكر من الباب الكبير والأكيد أن مستقبل المهرجان في ظل ما بعد الثورة سيدعم و يرسخ الفكر كركن قار بانتظام. السيد زهير مبارك رئيس جمعية مهرجان قابس الدولي قال في اللقاء الذي جمعه بالصحفيين والمخصص للحديث عن التحضيرات للدورة 29 إن المهرجان بدون موارد مالية قارة والسلطة الجهوية على لسان والي قابس قالت إنها ليست مستعدة لدعم المهرجان ماديا وهو أمر غير منطقي لأن مهرجان قابس الدولي هو مهرجان الولاية وهو المحرك الأساسي للنشاط الثقافي في الجهة، من جهتها وزارة الثقافة مطالبة بدعم خزينة المهرجان بمنحة استثنائية. وتبقى المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق المؤسسات الاقتصادية الكبرى العاملة بالجهة ومن واجبها تقديم الدعم السخي حتى ينجح هذا المهرجان في دورته الجديدة.من بعض سهرات الدورة 29 والتي لم تتأكد بعد نذكر «مارسال خليفة» و«ناس الغيوان» و«فرقة العاشقين» .